منذ مولده القدري طفلا صغيرا في وسط مكة الحالمة بكل مرادفات الإنسانية التي تكتب على صدر أبنائها بعضا من قصائد تنبض عشقا في سمائها التي تبدلت فيها رحلة الصيف بالشتاء والعكس في ملحمة أطوارها البازغة مثل قمر يطوف الكرة الأرضية كل صباح ومساء عاش نبي الأمة وفتاها الأمين محمد عليه افضل صلاة وسلام بين رحلة التجارة والرعي والبداوة معلما وحكيما وإنسانا يستلهم من سماء الكرة الأرضية خصوبة أفكاره اليومية التي امتزجت بكل مشاعر غاية في إنسانية سمحاء لخصها له وحي الله جبريل فيما بعد نبيا بكلمة موجزة وهي السلام والسلام اسم من اسماء الله الحسنى, وهو الغد المشرق بين رحلة لم تكتمل ورحلة تكتمل فيها كل ملامح الرواية العربية والإنسانية, الذي كان بطلها بلا منازع محمد أعظم من انجبتهم أرحام الطهارة والفطنة والوفاء, وفوق كل ذلك التواضع المرهون بالقوة والإبداع الذي سطر للبشرية جمعاء رحلة الإسراء والمعراج. من البيت الحرام إلى المسجد الأقصى.
لنعش في كنف الرواية المحمدية ونحن نقلب صفحاتها بفخر ومشاعر امتزجت فيها تلك الكلمات بقلوبنا وعقولنا وهي عظيم الفيض الحياتي لرحلة نستشف فيها سطورا وسطورا تستوقفنا بشغف قلوب وهي قوله البليغ في دعة وايمان (أنا دعوة أبي إبراهيم وبشري أخي عيسى) كدلالة روائية إنسانية على صدق رسالته التي هي رسالة فيض روائي انساني خرجت للناس بكل شفافيتها التي تؤمن بأن رب الكون واحد ورسالة السماء هي السلام, فكانت رواية محمد عليه افضل صلاة وسلام هي المعلم بكل ما هو إبداعي بفضل جوهرها البليغ في رد كل ما هو غائب إلى طبيعته الفطرية التي هي من سمات الرواية التي تبشر بالخير والنماء والإقدام على تبني كل ما يدفع الرواية الإنسانية إلى أبلغ درجات السلم والمعرفة والتقدم بالعلم لا بالشعارات المتطرفة, التي خرجت عن رحم رواية نبي الإنسانية محمد عليه افضل صلاة وسلام على يد كل من تصوروا أن روايتهم يجب أن تقرأ وهي الوهم! فلم تكن رواية محمد الإنسانية التطرف بل كانت العلم واحترام الآخر.
وهنا نشير بالقول لكاتب اوربي اسمه (دراير) في كتابه المسمى المنازعة بين العلم والدين والذي يقول فيه بنص العبارة (إن العالم كان في اضطراب عظيم من جهة الدين وان محمدا جاء في ذلك الوسط المظلم كما تجيء الشمس وسط الغيوم المتبلدة فتفرقها وتبعث على الناس اشعة الحياة والنور ان في ذلك العصر عصر بعثة محمد) تأكيدا فكريا وعلميا وثقافيا وابداعيا على كون الرواية المحمدية رواية إنسانية انسجمت فيها كل مرادفات السلم والسلام وحب البشر, منظومة الرواية التي ارسى معالمها نبي الأمة وفتاها الأمين محمد عليه افضل صلاة وسلام مبدعا في خصاله الرفيعة السفر والتنوير والقدرة على بث كل الطاقات الإيجابية التي تحمي العقل من كل أطوار التطرف عبر الأزمان.!
ومن صفحات الرواية المحمدية التي تستوقفنا وهي (ابان كان الرسول في مكة لا يضرب أعناق الناس ولا اكراهم على الدين بل كان الآمر قاصرا على الدعوة والتبشير فعارضه من عارضه واذاه من أذاه بغيا وحسدا وطمعا في الرئاسة ومع ذلك تجلت عظمته وإبداعه الروائي في الصبر حتى هاجر إلى المدينة وسط مشاعر فيها الإنسان هو القوة سلما وحكمة ومعرفة وسط الصراع الروائي المفتوح بين مذاهب ومعتقدات فيها الصواب والخطأ فكان محمد مبدعا روائيا فذا في رسالته التي جاءت له من وحي السماء علي يد جبريل أحد ملائكة الرحمن, ذات يوم امتزجت فيها الشمس بالقمر الوضاح لنعيش معا في كنف الرواية المحمدية ونحن مازلنا نقرأ صفحاتها بوعي وسلم ورغبة في البناء الفكري القائم على ترتيب البيت من الداخل كما نأمل ان نراه دوما من الخارج. دون نظارة طبية).
وكان من المواقف الروائية التي لا تنسى في حب الرسول ومدى الاعتراف الإنساني بأخلاقه ورغباته الخيرية هو ما اقدم عليه العباس بن عبدالمطلب عم النبي محمد عليه الصلاة والسلام وهو مازال غير مسلم عندما ارسل له ما تحاكه قريش له من فتن ومؤامرات عرفانا بدوره السلمي والإنساني في تبني كل ما هو خير وصلاح وتسامح إنساني الذي هو من سمات النبت الروائي الإنساني الذي بشر به محمد منذ فجر دعوته المحمدية التي خرجت من رحم مكة السلام والتي نأمل أن نعود لها جميعا بعدما تنتهي أزمة فيروس كورونا من عالم كبير عالم الإنترنت والطيارة التي أصبحت قابعة في كل مطارات الدنيا تنتظر لحظة وداع فيروس كورونا من كل عواصم الكرة الأرضية بعد حظر بدا أفلاطونيا!
لكن بقيت خديجة بنت خويلد أميرة الرواية الإنسانية في حياة محمد عليه الصلاة والسلام, وتزوجها في سن صغيرة وهي قد تجاوزت الأربعين وكانت قصة حب امتزجت فيها كل مشاعره الشابة بسيدة الحسب والنسب والثراء والتواضع الذي هو من سمة المرأة العربية الأصيلة التي تعطي قلبها لمن يستحق فكان محمد فارسها الذي أنجبت منه كل ابنائه إلا إبراهيم لتكتب الرواية المحمدية حكاية زواجهما التي نيفت على الخمس والعشرين عاما بالتمام والكمال ومعها كل ثمرات الحب الملتهب بين جسد وعقل بين قلب وعاطفة تنبض بكل حمية السلام الذي هو مفتاح الرواية المحمدية منذ مولده يتيما في ربوع مكة التي نأمل أن نعود لها بعد زوال فيروس كورونا بمشاعر الرواية المبدعة لتحتضن كل مشاعرنا التي مزجت بكل منح الرواية المحمدية التي مازالت تمنحنا جوائز السماء مهما كانت ازمات واوجاع عصر. يقينا سوف نعود جميعا إلى مكة بعد زوال كورونا قريبا. ولا ريب ونحن نقلب معا صفحات الرواية المحمدية استوقفتني تلك الصفحات عندما وقعت صفية بنت أحد وجهاء اليهود حيي بن أخطب أسيرة في يد المسلمين في السنة السابعة للهجرة وكان زوجها قد هلك في القتال وكان اليهود في عنفوان تعصبهم وبغضهم للنبي محمد والذي علم بأسر صفية بنت حيي بن الاخطب, وأصدر أمرا برفع الأسر فورا عن صفية التي أعجبت اي اعجاب لسماحة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ودخلت بكل رغبة وطيب خاطر في عالم الإسلام ودينه المبني على التسامح لنعرف الوجه الآخر لصفية التي أصبحت من أمهات الإسلام بل قدمت خدمات جليلة للإسلام, بل قدمت للرسول عليه السلام هدية جاءتها من المقوقس عظيم القبط مارية القبطية ليتزوجها محمد الإنسان والنبي وينجب منها ابنه إبراهيم لتمتزج الرواية المحمدية بروح التسامح العقائدي بين كل من أصحاب الديانات التي سبقت الإسلام اليهودية والمسيحية في وئام من يكتب من رحم الإنسانية رواية خالية من التطرف الذي جاء اسرافا من بعض من زعموا الكثير والكثير من مغالطات وأوهام ظنوا أنها حقيقة! ليؤكد لنا المبدع الإنسان نبي الأمة محمد عليه الصلاة والسلام ان الدين الإسلامي منهج جوهره التسامح وغايته نشر كل القيم النبيلة التي تحفظ للإنسانية والإنسانية ذاتها وجهها الآخر في البناء والتقدم العلمي الذي يمنحنا جميعا معايشة كل تطور حياتي من عصر وأزمنة تتعاقب علينا من طور إلى طور لذا ترن على مسامعي كلمته التاريخية وانا اعيش مع سطور روايته الإنسانية العالمية (اطلبوا العلم لو في الصين).
ومن أقوال الرواية المحمدية التي تمنح عقولنا حرية السفر بين عالمه الإبداعي غير المرتبط بزمان ومكان لكونه العقل الألمعي لكل الأزمان (قال عليه الصلاة والسلام الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات فمن حام حول الحمى أوشك أن يقع فيه ألا وان لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه).
وعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال (والذي فلق الحبة وبرا النسمة أنه لعهد النبي إلي الا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني الا منافق)
لتطلعنا الرواية المحمدية بصفحات لا تنتهي من مشاعر تؤمن بالحوار بين كل شخوص الحياة الإنسانية بكل معتقداتهم ومذاهبهم التي هي ملخص لفكر ربما فيه الخطأ والصواب لكن تبقى في الرواية المحمدية الرغبة العارمة في الخير ورفض الشر ونبذ التطرف الذي يحرمنا جميعا من الاستفادة العملية من الآخر.
لذا حلقت الرواية المحمدية في العالم وهي تنشد السلام الذي هو مفتاح كل تقدم ووعي حقيقي بدوره منذ مولد النبي محمد من رحم مكة التي كانت البيت والنبوة والكرم والسلام بل كانت الشعر واليقين. ان الرواية الإنسانية تعيش مرتفعة هاماتها لكونها الحق في كل أطوارها المؤمنة بالسلام والإبداع غير المبتذل شكلا وموضعا.
ومن الأقوال المحمدية التي تنم عن زهده في الذهب والدينار (ما يسرني أن لي أحدا ذهبا يبيت عندي منه دينار الا دينارا ارصده لديني)
وفي عهد النبي محمد فتحت بلاد الحجاز واليمن والشام والعراق وغيرها من بلدان الخير والثروات وما استأثر بشيء من غنائم تلك البلاد بل بكل ما أهدي له من ملوك زمنه فكان الزهد والإبداع في رسالته الإنسانية بل روايته العالمية التي تحتاج منا إلى رصد دقيق في سيرة روائي انساني جاء من رحم مكة السلام ومن نبت عربي أصيل فيه كل خصال الكرم والعطاء والتسامح والقدرة على تجديد العقل من كل شطحات التطرف والجهل والبغض بلغة التواضع والرغبة الصادقة في التواصل مع الآخر.