Thursday , 21 November 2024 KTM College
Culture

لغة عربي- مالايالام: تراث قديم من كيرالا الهندية

30-September-2024
د. محمد أسلم. إ.ك
الأستاذ المساعد، كلية كى تي يم للدراسات المتقدمة، كروفاراكوند

 التراث لغة هو ما يخلّفه الرجل لورثته، أصله وِرْثٌ أو وِرَاثٌ، فأبدلت الواو تاء، فالتراث والإرث والوراث مترادفة (ابن منظور، لسان العرب، في مادة ورث).
وقد وردت كلمة «التراث» في القرآن الكريم بمعنى «الميراث» في الآية الكريمة: «تأكلون التراث أكلا لما»(الفجر،19) بمعنى: تأكلون الميراث أكلا شديدا لا تسألون أمن حرام هو أمن حلال (تفسير الطبري،30/183).
وقد جاءت كلمة "التراث" في السنة أيضا بمعنى «الميراث» في دعائه صلى الله عليه وسلم يوم عرفة في الموقف: «اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيرا مما نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي، وإليك مآبي،ولك رب تراثي...»(رواه الترمذي).
وقد أطلق الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه كلمة الميراث على التراث العقيدي والثقافي حيث خاطب الصحابة مرّة بقوله: «أنتم هنا وميراث محمد صلى الله عليه وسلم يوزّع في المسجد...»فلما انطلقوا إلى المسجد اندهشوا إذ لم يجدوا سوى حلق الذكر وتلاوة القرآن. فأوضح لهم أبو هريرة أن هذا هو ميراث الرسول صلى الله عليه وسلم (الهيثمي، مجمع الزوائد:1/123).
وبالكلمة أن التراث هو في لغة العرب معناه الميراث، وأنه يطلق على وراثة المال والحسب والعقيدة والدين وغيره.

التراث اصطلاحا
التراث هو مجموعة الآثار المبنية، والمواقع الطبيعية، والممتلكات، والحرف المتوارثة، والمعارف والعادات اليومية والقيم التي تتقاسمها مجموعة تعتدّها ركنا أساسيا في تحديد هويتها وجذورها. وهناك تعاريف مختلفة للتراث، ولكن مضامين وماهية جميعها متساوية إلى حد ما.
ويُقسَّم التراث إلى أنواع مختلفة: ومنها التراث المادي الثابت، والتراث المادي المنقول والتراث اللامادي أو التراث غير المادي.
والتراث المتحدث في هذه الورقة هو عن التراث اللامادي. وهو يتمثّل في الموارد الثقافية والمعارف والابتكارات وممارسات المجتمعات. وللتراث اللامادي أهمية كبيرة للاهتمام به في ظل العولمة والتحول الاجتماعي، فهو تعبير صادق عن عاداتٍ وتقاليدَ وثقافة الشعوب وهويتها وانتمائها الحضاري.
ومن غير المبرّر اختصار التراث على الحنين إلى الماضي فقط، بل هو نوعية حياة وارث تتناقله الأجيال وتحافظ عليه وتحييه وتغنيه وتثريه أيضا.
إن التراث هو الهوية الثقافية للأمّة، والمحافظة على التراث من أهمّ الأمور وأجلّها. والتراث بكونه إرثا خلّفته لنا الأجيال السابقة بقيم حضارية مادية وفكرية فيصبح من الضرورة الملحّة حفاظه لتأكيد هويتنا وانتمائنا فضلا عن كونه واجبا أخلاقيا علينا وعلى الحضارة الراهنة حمايته وإحياؤه لكي توصله بأصالته إلى الأجيال القادمة أيضا. وهناك قول مأثور: "إننا لا نرث الأرض من أجدادنا، بل نستعيرها من أحفادنا"، فالتراث وحفاظه أمانة لازم علينا أن نسلّمها لمن يأتي بعدنا.
وفوق كل هذا، نعرف أن بعض الدول يكسب الآن في مجال السياحة المليارات من أجل المحافظة على الآثار القديمة والتراث الماضي، ويحتلّ بعض تلك الآثار مكانة مرموقة في حاضر تلك الدول ولا يزال كذلك في المستقبل أيضا. وممّا لا يشكّ فيه أحد أن التراث يساهم مساهمة بالغة في زيادة معدّلات التنمية وجلب النقد الأجنبي وتعزيز الروابط بين الماضي والحاضر والمستقبل.
وأما توعية الأمة بمحافظة التراث فيلزم أن تبدأ من العائلة ثم من المعاهد والمؤسسات التعليمية وكذلك عن طريق الإعلامات أيضا خصوصا من خلال الشبكة المعلوماتية. ويستحق كل هذه النقاط التفصيل والبيان، ولكن هذا المقال لا يخوض إليها بكل تفاصيل.
الترجمة تلعب دورا قياديا في محافظة التراث وتبادله مع الأمم المختلفة وتنقاله للأجيال القادمة أيضا.

أهمية الترجمة
الترجمة هي وليد الضرورة، وقد احتاج الناس إليها لحاجات علمية ودينية وسياسية في العهود السابقة، ولما وجدوا اللغات الأجنبية مانعة وعائقة أمامهم للحصول على العلوم والمعارف فاضطروا إلى نقلها وترجمتها إلى لغتهم الأمّ. والإنسان بطبيعته لا يخضع أبدا للخيبة والفشل بل يحاول ويجتهد ليتغلّب على جميع الموانع حسب استطاعته وقدرته بل بما فوقها. الترجمة بالفعل نتيجةٌ لثقة الإنسان الفائقة وقوته العقلية البارعة ورغبته النفسية العارمة للحصول على العلوم والفنون وللتعرّف على الحضارات المختلفة والثقافات المتعدّدة، فجدّ الإنسان وكدّ حتى حصد ما رغب. وكان المترجمون هم من أقدم المهنيين الذين أزالوا لأول مرّة الحاجز اللغوي.
الترجمة هي أساس يسير عليه الإنسان وعماد يعتمد عليه، لأنها تفتح أمامه أفقا واسعا إلى الحضارات الفريدة والثقافات الجديدة.
يقول "اشيت تشاكروتي" (Ashit Ranjan Chakraborty): "لقد لعبت الترجمة دورا مهما في نشر الثقافة والمحافظة عليها عَبْر قرون. فعلى سبيل المثال لولا المساعي المخلصة الجادة من قبل المترجمين الموهوبين في بلاد الروم وبغداد وأسبانيا بمختلف القرون التاريخية الحرجة لما بقيت لنا معظم الثروات العلمية من الفكر الغربي " (فن الترجمة، السيد إحسان الرحمن، الهند).
الترجمة عموما والترجمة الأدبية خصوصا عمل كبير لا يمكن للإنسان أن يستغنيَ عنها لأسباب:
- أولا: للترجمة دور كبير وأهمية عظيمة في التفاعلات الإنسانية.
- ثانيا: الترجمة تجعل الإنسان الأبكم ناطقا حينما يصبح صامتا أمام أهل غير لغته.
- ثالثا: الترجمة تساعد الإنسان الذي يتطلّع إلى الحصول على المعلومات الجديدة غير الموجودة في لغته الأم.
- رابعا: الترجمة تجعل الإنسان طائرا بجناحيه إلى أفق من الآفاق الواسعة الذي يريده خصوصا في وقت أصبح فيه العالم قرية صغيرة.
ولهذا يصعب على الجميع الاعتراف بالمثل الإيطالي القديم "الترجمة خيانة".

لغة عربي مليالم
لغة «عربي مليالم» هي نظام كتابة متخصّص بإضافة النقاط والخطوط إلى الحروف العربية، وهي استُخدِمَت ولا تزال تستخدم بين مسلمي ولاية كيرالا،إحدى الولايات الجنوبية لبلاد الهند. وبطريق آخر أن عربي مليالم هي نسخ كتابة اللغة المليالمية بحروف اللغة العربية، ولكن لها ميزاتها وخصائصها حتى يمكن أن تعدّ أنها لغة مستقلة. هناك اختلاف بين العلماء في طبيعة هذه اللغة. يرى بعضهم مثل الكاتب السيد "أو. أبو": "إن عربي مليالم هي لغة مستقلة، لها كل ما للغة من ألفاظ ونحو وغيرهما". وقال بعضهم إنها كتابة مليالم بالخطوط العربية، وهذا هو مذهب أكثر المتأخرين والمعاصرين. ويرى البعض الآخر أنها لغة مزيجة تتركّب من لغات عديدة مثل المليالمية والعربية وتاميلية والفارسية والأردية والسانسكرتية والإنجليزية وغيرها أيضا، ولذا أنها لغة لها خصائصها ومزاياها، وهذا الرأي هو الأقرب إلى الصواب.
وهذه هي بعض الكلمات المأخوذة من اللغات المختلفة المستخدمة في عربي مالايالام:
السانسكرتية
 بَهاشَ- لغة- باشَ (كلمة أصلية- معنى الكلمة في العربية- كلمة مستخدمة في عربي- مالايالام)
 دندهم- مرض- دنّم (كلمة أصلية- معنى الكلمة في العربية- كلمة مستخدمة في عربي- مالايالام)
التاميلية
أور- وطن- أور (كلمة أصلية- معنى الكلمة في العربية- كلمة مستخدمة في عربي- مالايالام)
 بيشُم- ينطق- بيشم (كلمة أصلية- معنى الكلمة في العربية- كلمة مستخدمة في عربي- مالايالام)
الأردية
بيوِ- زوجة- بيو(كلمة أصلية- معنى الكلمة في العربية- كلمة مستخدمة في عربي- مالايالام)
 خاجا- عالم- خوجَ (كلمة أصلية- معنى الكلمة في العربية- كلمة مستخدمة في عربي- مالايالام)
الفارسية
 شيرني- حلويات- جيرني(كلمة أصلية- معنى الكلمة في العربية- كلمة مستخدمة في عربي- مالايالام)
 ملاَّ- عالم- ملَّ(كلمة أصلية- معنى الكلمة في العربية- كلمة مستخدمة في عربي- مالايالام)

وكانت نشأة لغة «عربي مليالم» نتيجة اختلاط أبناء كيرالا مع العرب. وكان العرب يكتبون اللغات بالخطوط العربية في جميع البلدان التي دخلوها،كتبوا اللغة الفارسية بالحروف العربية، واللغة السندية والفنجابية وتاميلية أيضا كتبوا بالحروف العربية. وكذلك كتبوا لغة تركيا والفارسية وغيرهما أيضا بالحروف العربية.
ولكيرالا علاقة وطيدة مع العرب منذ قديم الزمان بسبب الروابط التجارية بين مواني سواحل كيرالا وبين السواحل العربية. والتجار العرب هم الذين لعبوا دورا مهما في بدء هذه العلاقات وتوطيدها عَبْر القرون الماضية، فتجارة الهند البحرية ظلت في أيدي العرب حتى أيام واسكودي غاما (Vasco da gama). ويستخدم أهل كيرالا عددا من الكلمات العربية في محادثاتهم اليومية، وتداخلت الكلمات العربية العديدة في اللغة المالايالامية أيضا.

خلفية وسبب نشأة لغة عربي مالايالم
كانت تستخدم لغة غير مستقلّة من لغة تاميلية (لغة ولاية تاميل نادو، ولاية مجاورة لكيرالا في جنوب الهند) للمحادثة في ولاية كيرالا في بداية نشر الإسلام (أي عصر النبوّة) وكان نظام الكتابة غيرَ مُنتَشَر حتى عصر «تونجات رامانجان أيلوتاجان» Thunjath Ramanujan Ezhuthachan (1495-1575م) الذي يعدّ أبا اللغة المالايالامية الحديثة، وهو الذي أوجد النظام الأبجدي للغة المالايالامية التي تحتوي على 51 حرفا بدلا من نظام «النص المستدير» (Vattezhuthu) الذي كان يستخدم قليلا في بعض الجهات أو لدى الأفراد المعدودين.
وأما بالنسبة إلى العلماء المسلمين وطلبة الدين على وجه الخصوص وعوام المسلمين على وجه العموم فكان نظام الكتابة من أمسّ الحاجة لتلبية حاجاتهم الدينية، وكانوا لا يتقنون اللغة العربية (لغة دينهم) واللغة المالايالامية (لغتهم الأم) بشكل جيّد، ولذا اضطرّوا إلى لغة يفيدهم فائدة اللغة العربية والمالايالامية في وقت واحد خصوصا لفهم الأصول الدينية والأحكام الشرعية ولكتابة الاصطلاحات الدينية، وكذلك للعلماء للإفتاء في الأمور الدينية أيضا.
وعنذ هذه الأزمة جمعوا بين اللغة العربية واللغة المالايالامية أي لغة دينهم ولغتهم الأم بدون فراق أحدهما بل بضمّهما معا،مثل عربي تاميلي (في ولاية تاميل نادو الهندية)، وعربي كنغادا (في ولاية كنغادكا الهندية)، وعربي كشميري (في ولاية جامو وكشمير) وغيرها من الأشكال الكتابية التي تستخدم في ولايات هندية مختلفة وكذلك في بعض البلدان الأوروبية والآسيوية كما تمت الإشارة إليها سابقا.

حقائق عن عربي مالايالام
لا توجد مستندات وكتب موثوقة بها تتحدّث عن بداية هذه اللغة أو عن أبي لغة عربي مليالم، ولكن يُخمَّن أنها بدأت وراجت في كيرالا وقت نبوة محمد صلى الله عليه وسلم حيث دخل الإسلام إلى كيرالا واضطر المسلمون إلى هذه اللغة كما ذكر آنفا، هكذا يرى الدكتور كى.كى.محمد عبد الكريم، وسي.أن.أحمد المولوي (راجع:»Mahathaaya Maappila Saahithya Paarambaryam»أي: تراث مابلا الأدبي الكبير).
ويدّعي رونالد إي ملار (Ronald E Miller): أن للغة عربي مالايالام تراث خمس مائة سنة على الأقل (Maappila Muslims of Kerala:A study in Islamic Trends).

مراحل تطوّر الحروف في عربي مالايالام
المرحلة الأولى: كان يوجد في عربي مالايالام في البداية 35 حرفا فقط، 28 حرفا مقابلا لما في العربية، و7 أحرف مقابلة لبعض الحروف المليالمية.
ولذا توجد في بعض الأبيات القديمة كلمة (ف / fa) بدلا من الحرف المليالمي (Pa) مثلا في كلمة "فدا فاتكل" (fada faathukal) بدلا من (pada paattukal) أي "قصائد حرب"، لأن حرف "Pa" كان غير موجود في أبجدية عربي مليالم في المرحلة الأولى.
المرحلة الثانية: تبدأ في العقد الأخير من القرن التاسع عشر مع مجيء السيد ثناء الله مكتي(1847-1912م)، حيث قام بإصلاح كتابة عربي مالايالام وبرفعها إلى مستوى كتابة اللغة المالايالامية، وألّف كتابا بعنوان «معلّم الإخوان» لهذا الغرض، ولكن كان إصلاحه الكتابي على شكل الحروف الأردوية، ولذا لم يحظ بقبول وافر بين الناس.
المرحلة الثالثة الأخيرة: هي مع قيام المجدّد الأكاديمي في كيرالا جاللكت كنج أحمد حاجي (Chalilakth Kunjahammed Haji) (1866-1919م) بمهمّة إصلاح كتابة عربي مالايالام وفق اللغة المالايالامية الحديثة، وتُعدّ جهوده هذه فريدة وقيّمة، وهذا هو النظام الكتابي الذي يتّبعه ويعترف به أهل كيرالا حتى وقتنا هذا. وقد ألّف جاللكت كتابا بعنوان «صورة الحروف» يتحدّث عن كتابة عربي مالايالام، وكتابا تحت عنوان »حروف عربي مالايالام »(Aksharamaala) التي تحتوي على جميع حروف عربي مالايالام المقابلة لجميع الحروف الموجودة في اللغة المالايالامية.(دائرة المعارف الإسلامية، دار النشر الإسلامي،كالكوت،8/134)
ويعدّ وكام عبد القادر مولوي (1873-1932)، والسيد علوي المنفرمي(1160هـ-1260/1845م)، وابنه السيد فضل بوكويا(1820-1901م)، وعمر القاضي بوليانكود(1177-1273هـ)، ومولانا أبوبكر مسليار من فرفنغادي من أهمّ القائمين بإصلاحات جيّدة للغة عربي مالايالام في عصور مختلفة.
الأدب الشعري في لغة عربي مالايالام أجذب من النثر، وبعضه يستحق أن يعدّ كلاسيكيا مثل قصيدة بدر لمويين كوتي واييديار.
وأهم أقسام الشعر هو: قصائد مالا (مالا فاتوكال)، وقصائد الحروب (فد فاتكال)، وقصائد القصص (قصفاتوكال)، وأناشيد العرس (كليان فاتوكال)، وأناشيد المدح (مدح فاتوكال)، وأناشيد الطير (فكشي فاتوكال).
«فادافاتو أو قصة فاتو»(قصائد حربية أو قصائد قصصية) من أهمّ أنواع قصائد عربي مالايالام ، ومنها: قصيدةبدر، قصيدةأحد، وتبوك، ويرموك، وحنين، وفتح مكة، وخيبر، وقصائد ثورة مليبار وغيرها كثير بكم هائل.
هذه الأقسام جميعها غنية وخصبة بالأعمال المتنوّعة مع الأساليب الجيدة بموسيقى خاص بها حتى جذبت إليها الناس وقرضت في أسلوبها أناشيد كثيرة في اللغة المالايالامية أيضا. توجد حوالي خمس مائة لحن في أناشيد عربي مالايالام مع أنواع السجع المختلفة. والأشعار والقصائد التي قرضت في عربي مالايالام تعرف عموما بـ "مابلا فاتوكال" أي: أناشيد مابلا. (مابلا: هذه كلمة تطلق على مسلمي كيرالا عموما).
ويجب أن يشار هنا أن الشعراء والعلماء المسلمين كانوا لا يكتبون أسماءهم وتاريخ قرض أبياتهم مع أعمالهم الشعرية في البداية، ولذا يصعب على الباحثين والأكادميين والمؤرخين تعيينُ الشعراء وتواريخُ قرض القصائد والأبيات.
وأول قصيدة كتب عليها اسم الكاتب وتاريخ القرض هي "محيي الدين مالا" أي قصيدة محيي الدين في مدح الشيخ عبد القادر الجيلاني (470-561هـ،صاحب الطريقة القادرية الصوفية) للقاضي محمد بن عبد العزيز من مقاطعة كالكوت وتمّ قرضها قبل أربع مائة سنة.
والقصيدة الثانية هي «نول مدح» لكنجايين مسليار سنة 1151 هـ.
ومن العجيب أنه قد تم العثور على أكثر من ستة آلاف عمل مكتوب شعرا ونثرا في لغة عربي مالايالام،وأما ما نشر منها فهو ألف ونَيِّف فحسب.

الصحف اليومية
قد ارتفعت لغة عربي مالايالام إلى درجة أنها أصدرت ونشرت صحفا مستقلة ومجلات ودوريات قيّمة كأداة لوعي المسلمين وأَحْدثَ تغييرا اجتماعيا شاملا بين المسلمين، ومن أهم الصحف:
«رفيق الإسلام، صلاح الإسلام»: قام بتولي هذه المهمّة سي. السيد علي كوتي حيث أصدر أولا صحيفة «رفيق الإسلام» سنة 1889م في شهر أبريل واستمرّت لمدّة ثماني سنوات. بعدها توقفت هذه الصحيفة بسبب بعض المشكلات فقام بإصدار «صلاح الإسلام».

المجلات
- «مجلة هداية المسلمين»: قام بنشرها السيد عبد الله كويا الممفرمي،التي هدفت إلى تزويد المسلمين بحياة جديدة.
- «تحفة الأخيار»: للسيد ثناء الله المكتي
- «الإسلام»: لوكام عبد القادر المولوي
- «البيان»: لبانغيل أحمد كوتي مسليار
- «الإرشاد»: لكى. أم. مولوي
- «المرشد»:جمعية العلماء،كيرالا
- «نساء الإسلام»: لكى.سي.كومو كوتي مسليار
- «المعلّم»: تحت رعاية جمعية العلماء لعموم كيرالا
- «الاتحاد»: إي كى مولوي
- «الإصلاح»: ميدو مولوي إي
- «نساء الإسلام»:كويا كوتي مولوي

أهمية ترجمة أعمال عربي مالايالام
لقد دخلت لغة عربي مالايالام إلى جميع الفنون العلمية وساهمت فيها جميعا بأعمال قيّمة حتى أصبح بعضها مرجعا أساسيا في العصور المتأخرة.
ولكن الإهمال وعدم العناية من قبل جميع الجهات يتسبّب في انقراض هذا التراث القديم القيّم الذي كان في يوم من الأيام فخرَ كيرالا خاصة للمسلمين.
ومن أهمّ الطرق لنقل هذا التراث للأجيال القادمة هو ترجمة تلك الأعمال إلى اللغات العالمية وعلى الأقل إلى اللغة المالايالامية حتى يصل هذا التراث إلى متناول كل الذين يحبّون الماضي العريق والتراث القديم ولربط الماضي العريق بالمستقبل الزاهر.
وأما الجهود المبذولة في ترجمة أعمال عربي مليالم إلى المالايالامية والإنجليزية فهي قليلة، ولكن مع قلّة العدد تسبّبت هذه الجهود لإحياء هذه اللغة وهذا التراث ولتقديمها وتعريفها للعالم. والترجمة لعبت هذا الدور في مختلف الأحيان في تاريخ الإنسانية، وعلى سبيل المثال كما هو معروف لدينا جميعا أن ترجمة عربية لـ "كليلة ودمنة" من الفهلوية الفارسية هي التي أحيت هذا العمل الأدبي الكلاسيكي في الأدب العالمي.

أهم الأعمال المترجمة من عربي مالايالام إلى لغات مختلفة، هي:
- ترجمة "محيي الدين مالا" (أول عمل شعري في عربي مليالم يحمل اسم الكاتب وسنة القرض): ترجمت إلى الإنجليزية من قبل الباحثة الأمريكية من جامعة تكساس: كيلي سودان (Keili Sutan)، وهي حاليا في جهودها لترجمة قصائد مختلفة مكتوبة في عربي مليالم.
- ترجمة "فكشي فاتو" (قصيدة الطير): قام بترجمتها إلى الإنجليزية عبد الله عبد الحميد من كيرالا، حاليا يعمل كأستاذ مساعد في جامعة دلهي، الهند.
- ترجمة قصيدة "بدر المنير وحسن الجمال" إلى الإنجليزية بنفس المترجم. وهو أيضا يعمل الآن في ترجمة قصائد أخرى أيضا إلى الإنجيزية.
- ترجمة "مسألة ولاتي" إلى المليالمية (هذا عمل نثري بصورة المسرحية، وفيها تجيب امرأة سوداء في قصر الخليفة هارون الرشيد لمسائل فقهية معقّدة لعلماء الرجال). قام بترجمتها السيد سكير حسين.
- ترجمة "وايتليام" إلى المليالمية تحت عنوان "Karma Shaasthra Sarani" أي سبيل عَبْر علم الفقه.
- ترجمة القرآن الكريم لأماني مولوي إلى المليالمية.