علاقات كيرلا مع العالم العربي وثيقة وراسخة الجذور منذ زمن قديم. وتحمل العهود القديمة الشواهد الكافية لإثبات هذه العلاقات الديناميكية المتنوعة. ويشير أيضا العديد من المؤلفات والمراجع التاريخية إلى اتصالات واسعة قامت بين منطقتين. وهذه العلاقة استمرت مع تبادل الأشياء و الآراء و الأشخاص و العناصر الثقافية. وقد أثرت التفاعلات التجارية المتواصلة فى لغة أهالي كل من المنطقتين وثقافتهم. ومع انتشار الإسلام تعززت تلك الصلات وتبلورت مع مرور الزمان متعددة الأبعاد. وفضلا عن التبادل التجاري، هذه العلاقات قامت أيضا على التبادل الثقافي والفكري واللغوي والأدبي والهجرات وحركة السكان.
وأما هذه التبادلات فكلها كانت ضرورات حضارية يتم من خلالها دمج الثقافات وترميمها وسدّ الفجوة والخلل الموجود بها. وتكتسب الأمم من خلالها القيم والأبعاد الإيجابية. وهنا نستنتج أهمية الترجمة التى تنقل وتبادل الثقافة بين الشعوب المختلفة. فالترجمة تمد الجسور بين الثقافات، حيث أنها تساعد أيضا على نقل الآداب والعلوم والفنون وغيرها من المعارف التي تساهم في تنمية ثقافات الأمم وحضارتها. فالترجمة الأدبية تأتي من كونها صلة الوصل بين ثقافات الشعوب وتساهم في تحقيق التكامل وتجسيد الحوار بين الحضارات والثقافات.
أما اللغة العربية فكانت لغة التبادلات التجارية من قبل، جعلت مرتبطة بالعامل الديني بعد انتشار نور الإسلام فى شبه القارة الهندية. فشرعت اللغة والثقافة العربية تسير مع الإسلام جنبا بجنب بعد فجر الإسلام في ديار كيرلا ومنذ بدأ الأهالى يدخلون إلى حظيرة هذا الدين. ووجدت اللغة العربية أيضا مجالا واسعا حيث كانت العبادات الإسلامية مرتبطة بها. وفى مجرى الزمن ترجم كثير من الكتب الدينية إلى اللغة المليالمية. وكانت فى اواخر القرن الماضى. وكانت من الباكورة فى هذا المجال محاولة ماين كوتي إليا في 1856 م لتفسير القرآن الكريم الى عربى مليالم وسماه بــ "ترجمة تفسير القرآن" . وأما ترجمته إلى لغة مليالم فقد تمت بيد سي.أن. احمد مولوي في 1959 م. وبعده ترجم متانشيري كويكوتي(Muttanisseril Koyakutty) في 1960 بدلالات لائقة حسب الحاجة .
فالتبادلات الأدبية من اللغة العربية إلى المليالمية بدأت في النصف الثاني من القرن العشرين فقط. فالترجمات الأدبية من و إلى اللغة المليالمية والعربية لم تزدهر إلا فى العقد الماضي من هذا القرن. وترجمة "دعاء الكروان"، الرواية الخالدة التي أبدعها عميد الأدب العربي طه حسين، التي قام بها الأستاذ محمد كوتاشيري هي نقطة التحول في حركة الترجمة الأدبية من اللغة العربية الى اللغة المليالمية في ولاية كيرالا. وبعدها كان هناك محاولات لترجمة الإبداعات الأدبية العربية إلى اللغة المليالمية من حين إلى آخر. ومن أوائل المترجمين يم. كي. نالكت، وكي. يم. تانيري، والأستاذ محمد كوتاشيري. وكانت رواية "تشمين" Chemmeen أول ما ترجمت إلى العربية من مليالم. ثم تبعها بعض الترجمات مثل "الزهرة الساقطة" لكومارن آشان Kumaranashanو "يا الله" لكملا ثريا Kamala Surayyaو"أيام الماعز" لبنيامينBenyamin و "مثل ترنيمة" لبيرومبداوام شريدران Prumbadavam Shrdharanوغيرها من الإبداعات. و معظمها قد ترجمت خلال عشرين سنوات ماضية.
د. شهاب غانم
د. شهاب محمد عبده غانم الهاشمي، شاعر وأديب إماراتي، مترجم للشعر و مهندس وإداري واقتصادي. يعد من الوجوه البارزة في المشهد الأدبي الثقافي الإماراتي كما تحتل أعماله في مجال الترجمة والشعر مكانة متقدمة على مستوى الإبداع المحلي والخليجي. هو أول شخصية عربية تحصل على جائزة طاغور العالمية للسلام وجائزة جمعية الشعر العالمية عبر القارات. وترجمت أشعاره إلى 18 لغة أجنبية. وحصل في مجال الشعر والترجمة والبحث العلمي على العديد من التكريمات من جهات محلية وخارجية مثل تكريم أكاديمية الآداب بكيرلا عام 2010 كأول عربي يكرم فيها ثم في أغسطس عام 2014 على يد وزير الثقافة في كيرالا لحصوله على جائزة طاغور. كما كرم في ديسمبر عام 2014 على يد رئيس وزراء كيرالا لخلقه جسرا ثقافيا بين اللغة المليالمية واللغة العربية. ترجم شعره إلى 12 لغة منها الإنجليزية والماليالمية والفارسية واليابانية والصينية والتاميلية والسلوفاكية والإيطالية والإسبانية والهندية والأوردية والفرنسية وغيرها من اللغات. ونشر شعره في عدد من كتب المختارات الشعرية بالعربية وعدد من اللغات الأخرى . وألف 77 كتابا أكثرها في مجال الشعر وترجمته، وبعضها يتم تدريسه في جامعات ألمانيا وبريطانيا واليابان. وهو من الثلاثة الذين أسسوا أول مهرجان عالمي للشعر العربي. وعلى مدى 30 عاما لممارسته ترجمة الشعر استطاع أن يترجم أعمال أبرز شعراء العالم مثل شكسبير وأحمد شوقي والجواهري وغيرهم. وهو صاحب أول تجربة من نوعها في العالم لترجمة الشعر العربي إلى اللغات الأجنبية على الواتس آب . أنشد وغنى نحو 20 من قصائده وكلماته منشدون ومغنون منهم المنشد والمغني العالمي سامي يوسف والمنشد الإماراتي أسامة الصافي والمغني اليمني أحمد بن أحمد قاسم.
تجربته في الترجمات الأدبية
وبداية تجربته الأدبية كانت من المرحلة الثانوية في أواخر الخمسينات. واختير فى تلك الفترة رئيس المحررين لتحرير مجلة كلية عدن السنوية. ولكن مشروعية الترجمة قد بدأت بشكل مستمر عندما كان مديرا للدائرة الهندسية فى موانئ جبل علي بعد إنهاء الدكتوراه فى مجال التنمية الصناعية من بريطانيا. وكان يترجم في ركن أسبوعي في صحيفة خليج تايمز قصيدة من شعره أو من الشعر العربي المعاصر إلى الإنجليزية لعدة سنوات. ثم انتقل إلى جلف نيوز وصحف ومجلات أخرى. ومع ذلك،كان يترجم قصائد من الأدب الإنجليزية إلى العربية في مختلف المجلات والصحف العربية. وكان له صفحة شهرية في مجلة دبي الثقافية أكثر من عشر سنوات. و قد جمعت تلك الترجمات في كتب بلغت قرابة 20 كتابا.
وترجمات د. شهاب غانم الشعرية في الصحف والمجلات الإنجليزية قد اكسبته شهرة أدبية واسعة لدى القراء من غير العرب المقيمين في دول الخليج مثل الهنود. وفي عام 1971 تم تكريمه من قبل جمعية ثقافية هندية تدعى كيرالي كلاكيندرمKairali Kala Kendram في دبي مع الشاعرة الكبيرة كمالا داس (ثريا)Kamala Das من كيرلا والتي كانت مرشحة لجائزة نوبل. و أهداها شهاب غانم مجموعة من شعره بالإنجليزية. فترجمت إحدى قصائده وأشادت بما في شعره من سمو في الحب وأهدته أيضا إحدى مجموعاتها بالإنجليزية حتى ترجم بعض قصائدها ونشرها في الصحف وكانت أول قصيدة يترجمها وينشرها من شعرها قصيد ناني المفعمة بالمشاعر الإنسانية .
وأما علاقاته مع الأدب المليامي فبدأ بعدما ترجم في الصحف العربية بعض قصائد من ديوان ساتشيداناندان Sachidanandanالمترجمة إلى الإنجليزية. وقد أهداه رام موهان Rama Mohan شاعر من كيرالا والذى كان يعمل يومئذ في الإمارات. ثم قدم له رام موهن كتابا يحوي ترجمات إلى الانجليزية لكبار شعراء كيرالا المعاصرين وعرفه على عدد من الشعراء المقيمين في الإمارات الذين أصبحوا من أصدقائه وزاروه في منزله وقدموا له دواوينهم خصوصا المترجمة إلى الإنجليزية. وكان ذلك بداية لعلاقة ثرية مع الأدب المليالمي والتى تستمر حتى اليوم.
وبعده ترجم عديدا من القصائد المكتوبة في لغة مليالم وغير مليالم من ١١ لغة هندية من خلال ترجمات إنجليزية متميزة ونشر ترجماته تلك أولا في الصحف والمجلات ثم جمعها ضمن خمس مجموعات من الشعر الهندي. ومعظم ترجماته هي لشعراء معروفين في لغاتهم ولكن بالنسبة للغة مليالم ترجم لكثير من الشعراء الأقل شهرة ممن عرفهم في الإمارات.
أول كتابه من ترجمات الشعر الهندي كان بعنوان "قصائد من كيرالا" نشرته الدائرة الثقافية في الشارقة عام 2005 م. هذه مختارات من شعر كيرالا المعاصر لمشاهير من شعراء الحديث فى كيرالا وبعض المقيمين في الإمارات . وتنوعت القصائد بين الاجتماعى والسياسى والحب. ونشر ما ترجمه في المجلات و الجرائد مثل "الخليج الثقافي" و"الصدى" و"دبي الثقافية" و"شؤون أدبية" و"الرافد" إلخ. ثم جمعت تلك القصائد فى كتاب بعنوان "قصائد من كيرالا". فكان بذلك أول كتابه بالعربية يقدم شعر مليالم الحديث مترجما إلى العربية. ويحوي الكتاب على خمسين قصيدة لسبعة وعشرين شاعرا وشاعرة منهم: بالاماني أما Balamani Amma(والدة كمالا ثريا)، وسي أي جوزيف C A Joseph، وفلوبيلي سريدهارا منون Vailopilli Shreedhara Menon، وشانجامبوزا كرشنا بيلايChangambuzha Krishna Pillai، وشامانام شاكو Chemmanam Chackoوايبا بانيكار Ayyappa Panicker، وكمالا ثريا Kamala surayya، وسكتا كماري Sugatha Kumari، وكادامانتا رام كريشنان Kadammanitta Ramakrishnan، ووشنو نارايانان نامبودري vishnu Narayanan namboodiri، وك. ساتشيداناندان K Sachidanandan، وبالاكرشنان شوليكاد Balakrishnan chullikadومن الشعراء المقيمين بالإمارات مثل رام موهن باليات Ram Mohan، و سارجو شاثانور Sarju، وانيل كمار تي. بي Anil Kumar TP، وأنوب شاندران AnoopChandran وغيرهم.
وقد تم تعزيز هذه العلاقة معرض الكتاب بأبوظبي عام 2005م حيث وجهت الدعوة لساتشيداناندان Sachidanandan وتمت إقامة أمسية شعرية مشتركة ترجم فيها د. شهاب غانم بعض قصائده الى العربية وترجم هو بعض قصائده إلى مليالم. وفي السنة التالية استضاف المعرض كدامانيتا رام كريشنان Kadammanitta Ramakrishnanوقرأ قصائده بمليالم وقرأ د. شهاب غانم ترجمة لها إلى العربية وقرأ سارجو ترجمة لها إلى الإنكليزية.
وسفره إلى نيو دلهي للترويج للمعرض عام 2008م والتقائه بعدد من الأدباء والناشرين أدت إلى ترجمة نخبة من الشعر الهندي المكتوب أصلا بلغات هندية مختلفة تبلغ ١١ لغة هندية رئيسية لثلاثين شعراء مشهورين من الهندمثل مرزا غالب وطاغور وغيرهم. وقد نشرت المجموعة هيئة الثقافة والتراث بأبوظبي عام 2008م في كتاب بعنوان "قصائد من الهند". وتحتوي على ثمانين قصيدة لثلاثين شاعرا وشاعرة من مختلف اللغات الهندية مثل الهندية والبنغالية والأردوية والماراتية والمليالمية وغيرها. وهذا الديوان الشعري إضمامة مهمة للإطلاع على الشعر الهندي بمختلف تجلياته الفكرية والإنسانية والحياتية والجمالية والذي كتبته أجيال شعرية مختلفة، لتكشف شيئا مهما من النوع الشعري الذي يسود ساحة الأدب الهندي. وقد ترجم جميع القصائد من اللغة الإنجليزية. ولم يختر المترجم أكثر من ثلاث قصائد إلا من مليالم. وقد اشتملت من الشعر المليالمي على عباقرة الشعراء والشاعرات الذين تركوا بصماتهم الجلية على خريطة الأدب المحلي والعالمي مثل كملا ثريا، المرشحة لجائزة نوبل، و ساتشيداناندان Sachidanandan، وكادامانيتا راماكريشنانKadammanitta ، وكاكادKakkad. وأيبا بنيكار Ayyappa Panikker واتور فرما وك. ج. سانكارا بيلاي KG Sanakara Pilla وبالا شاندران شوليكاد Balachandran Chullikad.
وبعد ذلك أصدرت من خلال مشروع (كلمة) بأبوظبي عام 2009م كتاب "كيف انتحر مايكوفسكي" وهو مجموعة مختارة ودراسة بسيطة لخمسين قصيدة لساتشيداناندان Sachidanandan. و هو شخصية قل مثيلها في الحياة الهندية المعاصرة، اتصف في أشعاره التزامه بقيم العدالة والمساواة من ناحية، وبأرقى حس جمالي من ناحية أخرى. ترجمها إلى العربية من خلال ترجمات إلى الإنكليزية قام بها الشاعر نفسه.
وبعد ذلك ترجم المجموعة الشعرية "يا ألله" للشاعرة كملا ثريا من خلال ترجمة إلى الإنكليزية للأديب كليم أحمد التي عبرت فيها عن تجربتها في اعتناق الإسلام. ونشر الكتاب مشروع (كلمة)للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث عام 2011م بعنوان "رنين الثريا". وتعبر هذه المجموعة عن تجربة فريدة لشاعرة هندية كبيرة ظلت مرشحة لجائزة نوبل للآداب منذ عام 1984م. وهذه المجموعة الشعرية تشبه مناجاة بريئة وبيضاء مع الله، وأدعية كثيرة تلتها الكاتبة التي بدت متعلقة بدينها الجديد والطريق الذي اختارته. وعبرت فيها عن البحث الطويل كانت تبحث لعقود طويلة عن حقيقة الوجود والشعور بالوصول إلى الحقيقة . ولا يوجد شاعر عربي أو أعجمي قد عبر عن مثل هذه التجربة قبلها في ديوان كامل. وتكاد قصائد الديوان تكون كلها تنويعات على نغم واحد. هو فرحتها الطاغية بالوصول واعتناقها الدين الإسلامي الحنيف يبدأ جميع القصائد في هذه المجموعة تقريبا بكلمة: يا الله. وهذا ديوان شعر على شكل مناجاة روحانية تبحث عن الحقيقة رحلة كملا للبحث عن النور السماوي. حصل كتاب ”رنين الثريا“ على جائزة أفضل عمل مترجم من جائزة العويس للابتكارات والتقدم العلمي وهي أول جائزة للترجمة من جائزة العويس للابتكارات والتقدم العلمي التي تنظمها ندوة الثقافة والعلوم بدبي. وقد ترجم د. شهاب غانم القصيدتين الأوليين شعرا تفعيليا موزونا.
أما كتاب "لكي ترسم صورة طائر وقصائد أخرى من الشرق والغرب" مجموعة قصائد اختارها وترجمها د. شهاب غانم، يحوي نحو 120 قصيدة لستين شاعرا وشاعرة من مختلف اللغات والبلدان. صدرت ضمن سلسلة الكتب الإماراتية ذائعة الصيت (كتاب دبي الثقافية) مرافقة لمجلة دبي الثقافية عام 2010م . وتحوي على عدد من شعراء كيرلا مثل كمالا ثريا وسكتا كماري وساتشيداناندان ورام موهن باليات مع ما فيه مجموعة كبيرة من شعراء العالم. وقد ترجم بعض القصائد شعرا عموديا وبعضها تفعيليا ولكن ترجم معظم النماذج نثرا. وتنتمي إلى مختلف المدارس الشعرية وأقدمها يعود إلى القرن السادس عشر وأحدثها لشعراء لايزالون في مقتبل العمر. وعلى الرغم من حداثة الكثير من القصائد المختارة والسريالية بعضها إلا أنها بعيدة كل البعد عن الإبهام . ومن الشعراء الكبار الذين ترجم لهم غانم بعض النماذج شكسبير، ووردزورث، وفيكتور هوجو، وروبرت فروست، ومحمد إقبال، وساروجيني نايدو (التي لقبها غاندي بعندليب الهند)، ومهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق، وكمالا ثريا، وعبدالله بدوي رئيس وزراء ماليزيا الحالي وعشرات من المتميزين من الشعراء والشاعرات الأقل شهرة.
و"مطر الليل وقصائد من الشرق والغرب" عام 2014م، مجموعة شعرية جميلة لشعراء عالميين، وتحوي على قصائد شيمانام شاكو وسكتا كماري واناندا راماشاندران وشنكارا بيلاي وسلمى وغيرهم من الشعراء. اختارها وترجمها الشاعر الأديب العريق الدكتور شهاب غانم . والقصائد المختارة دارت حول مواضيع الوجود الإنساني وجوهره وما يعتريه من انحراف وميلان نحو الحد الفاصل، بين المعنى واللامعنى، المغلف بقلق الوجود. كالحب، الوحدة، الألم، والفقد، ونزق السياسة، والهوية والشتات والغربة بشقيها المعنوي والمادي. وكلها مجموعات نشرتها دار الصدى.
وقصيدة "ديوا داساكام"عام 2014م. لناريانا جورو والتى تم تكريمه من قبل أومن شاندي رئيس وزراء ولاية كيرالا آنذاك لترجمته .و وناراينا جويو كان زعيما دينيا شاعرا مصلحا اجتماعيا(1856- 1928)، وجورو تعني المعلم، يتبع حركته عدة ملايين في جنوب الهند، والذي استرعى انتباهي في حركته أنه ينادي بإله واحد. كانت القصيدة قد ترجمت إلى عشر لغات أخرى على الأقل منها الإنكليزية والفرنسية. و مجموعة بعنوان (قصائد من الشرق والغرب) ايضا تضم قصائد لشعراء من كيرلا مثل نارايانا جورو وباراكادافو وكزور ولسن وفيرانكوتي وغيرهم.
و"مختارات من شعر كيرالا المعاصر"، التى نشرت تحت مشروع "كلمة للترجمة" - دائرة الثقافة والسياحة - أبو ظبي عام 2019م.، مجموعة مختارة من قصائد شعراء كيرالا بلغة المليالم. يحوي هذا الكتاب 130 قصيدة لـ 62 شاعرا وشاعرة من شعراء كيرالا المعاصرين بدء بالزعيم الديني نارايانا جورو (1865-1828م) وانتهاء بطالبة المدرسة ربيكا جون المولودة عام 2000م. وهو بذلك يضم جل شعراء كيرالا المعاصرين وبعض الواعدين. وقد اختار القصائد التي يمكن أن تهم القارئ العربي، والتي يمكن أن تشكل جديدا بالنسبة له. ويقدم الكتاب نماذج من شعر الرومانسيين الثلاثة آشان، وألور، ووالاتول، ثم لعدد من شعراء بدايات الحداثة. ويلقي الضوء على أعمال الشاعر الساخر تشيمانام تشاكو والشاعر البارز أو. إن. وي. كوروب ONV Kurup. ويعرّج على كتابات الشاعرة كمالا ثريا بما في ذلك بعض قصائدها بعد اعتناقها الإسلام. ويقدم الكتاب بعض قصائد الشاعرة المعروفة بدفاعها عن البيئة سوكاتا كوماري، وكذلك الشاعر الإنساني كادمانيتا راماكريشنان. و قصائد لــــ ك. ستشدانندن، يدافع فيها عن قضايا العرب. وهناك أيضا نماذج لشعراء بارزين في هذه المختارات أمثال شانكارا بيلاي وبرابها فارما وشوليكاد وأنور علي وشعراء من كيرالا قضوا فترات من حياتهم في الإمارات والخليج وكتبوا عن تجاربهم الحياتية هناك .
الخاتمة
إن المحاولات التي قام بها د. شهاب غانم في ترجمة الأدب المليالمي إلى العربي قيمة لا بديل له. ولذا تم تكريمه في أغسطس 2014م. في تريشور، العاصمة الثقافية لكيرلا، من قبل وزير الثقافة جوزيف Joseph في أكاديمية الآداب Sahithya Academy بحضور رئيس الأكاديمية الروائي الكبير سوراداران وكبار أعضائها وكوكبة من الأدباء العرب من بلدان عربية مختلفة. ونفس السنة تم تكريمه بيد أومن شاندي Oomman Chandy رئيس وزراء ولاية كيرالا في حفل ضخم حضره أربعة آلاف شخص في تريفاندرام عاصمة ولاية كيرالا. ويعتبر د. شهاب غانم سفيرا للأدب المليالمي في ساحة الأدب العربي حيث أنه تضمن ترجمة قصائد شعراء قلة الشهرة من أهل كيرلا مع قصائد الشعراء العباقرة فى مسرح الشعر العالمي.
المصادر والمراجع
1. غانم، الدكتور شهاب: "ترجماتى للشعر الهندي بلغة المليالم"، ص. 9، كتاب المؤتمر التبادل الثقافي بين الهند والعالم العربي على مر العصور، مارس،2018.
2. الزبيدي، عبدالحكيم: "شهاب غانم في بستان طاغور"، صنعاء، مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون،2014، الطبعة الأولى.
3. غانم، الدكتور شهاب: "رحلتي في عالم الشعر"، مجلة دمون، بيت الشعر، صنعاء، 2008م.
4. غانم، الدكتور شهاب: "قصائد من الهند قصائد مترجمة إلى العربية من 18 لغة هندية"، أبوظبي، هيئة الثقافة والتراث، 2008م.
5. http://gate.ahram.org.eg/News/2128067.aspx
6. http://www.nce.gov.ae/ar/article/1542/shihab-m-ghanem
7. https://www.alquds.co.uk/%ef%bb%bf