Thursday , 21 November 2024 KTM College
Literature

بغداد فى العمل الروائي العراقي

01-February-2021
محمد عمران
الباحث بجامعة جوهرلال نهرو، نيو دلهي

 فكرة البحث عن تمثلات المدن والمكان والزمان فى الأدب، بالأساس هي دعوة إلى دراسة نصوص الأدب من رؤى متعددة. قد صدر فى هذا السياق بعض الأعمال البحثية التي تناقش حضور المدن أو دراسة المكان والزمان فى النصوص الأدبية برؤى جديدة. على سبيل المثال كتاب "كتابةُ بيروت: تخطيطات المدينة فى الرواية العربية الحديثة" وكتاب "دراسة المدن فى الأدب العربي من منظورات كلاسييكية وحديثة" إن قصدي فى هذه المقالة هو تركيز على مناقشة حضور مدينة بغداد مكانا سيميولوجيا فى الرواية العراقية ما بعد الغزو الأمريكي عام 2003.
كلمات مفتاحية: بغداد، الرواية العراقية
 

جغرافيا المكان فى الأدب:
قال الأستاذ فرانكو موريتي إيطالي الجنسية (المولد، 1950م) فى عمله الروائي الأروبي المعنون بـ أطلس الرواية الأروبية 1800-1900م عن دور جغرافيا المكان فى الأدب:
"إن المكان والجغرافيا ليسا مجرد إطار ومحتوي وليسا مجرد صندوق يحدث فى إطاره التاريخ الثقافي، ولكنهما قوة نشطة تعد منطلقا للعمل الأدبي يمهد له ويمارس دوره فى تشكليله ويرسم أعماقه ويربط بين الجغرافيا والأدب بشكل ضمني ثم يرسم أبعاده وحدوده كخريطة دقيقة تجعل رؤيتنا له تسمح بتحديد بعض العلاقات ذات الدلالة." (ترجمة د. علي عبد الرؤوف، 2017)
فى ضوء ما قاله موريتي، يمكنني أن أقول إن بغداد ظهرت نقطة الانطلاق للعمل السردي العراقي وموقعها الثقافي والحضاري والسياسي والإداري قد جعلها تحضر فى معظم النصوص السردية من نماذج الأدب العراقي المعاصر. ولا يستهان به دورها الناشط فى تشكيل رؤى متنوعة فى ذهن القارئ وباتت مدينة بغداد محطة لإيجاد الترابط بين السرد والمكان والعلاقة بينهما. إن نرسم خريطة الروايات العراقية ما بعد الاحتلال، سوف تبرز بغداد أكثر حضورا فى السرد.
عن بغداد: مدينة بغداد هي إحدى من المدن الكبرى التي امتلأ التاريخ بذكرها ولا يمضي عصر من العصور فى تاريخ العرب والإسلام إلا ويوجد لها حضور واسع. إن الدوافع التي منحت بغداد شهرة واسعة مدى العصور حتى الآن هي تتمثل فى الموقع الجغرافي والحضاري والتجاري والديني والعلمي والثقافي لهذه المدينة العريقة. منذ الزمان القديم لها دور فعال فى تجمع السكان وبناء حضارة إنسانية وتعتبر هي أكبر مدن فى العراق الحديث. وهي لا تزال عاصمة للإدارة منذ تولىِ العباسيين عرش الخلافة حتى الآن. وليست هي عاصمة التحولات السياسية فحسب بل لها فضل كبير فى كونها عاصمة للحضارة العربية والثقافة الإسلامية والعلوم الدينية وبالإضافة إلى ذلك كله باتت مدينة بغداد عاصمة لأهل التصوف بعد هجرة الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله إليها ثم وفاته فيها ومعه نخبة من كبار العلماء الكرام والصوفياء العظام الذين اتخذوا بغداد سكنى لهم. لأجل ذلك شأن بغداد ليس كشأن المدن الأخرى بل إنها تتميز بمحورية فى التاريخ البشري. لها معالم خاصة وسيرة وجمال ومكانة حيث يتساور الآباء قصصها لأولادهم وهكذا يتنقل ذكره من أجيال إلى أجيال دون الخوض فى كتب التاريخ. لكل مدينة أو مجتمع صفات خاصة تميّزه عن غيره... وبغداد تتميز بوصفها مدينة العلم والأدب والشعر والتصوف والمعالم الحضارية القديمة وكذلك تتميز بموقعها بين دجلتها وفراتها ولهذا السبب تم تسميتها ببلد الرافدين والآن قد راح يُراد العراق كله بهذا الاسم. شهدت بغداد الاهتمام بالبحث والكتابة والتأليف والعلوم والمعارف منذ العصر العباسي عندما أنشئت أول مكتبة فى بغداد وأول جامعة ما تسمى بالجامعة المستنصرية الآن. فلا يكاد يوجد مثيل لهذه المدينة العريقة عبر التاريخ لكن من سوء حظها، أنها قد أصابها داء الأمم كالكثير من المدن أخرى فى التاريخ وعبثت بها كثرة الحروب وتراكم الدمار واستمرار القتل والانفجارات ومشكلة الأمن والتعايشِ السلمي والتحولات السياسية، وكلها ساعدت فى فقدان رونق بغداد واغتصاب جمالها.
وصف الكتاب العباسييون مدينة بغداد بأسلوب وصفات لم يصف بها أحد بعد. أما الخطيبُ البغدادي (ت: 463هـ/ 1071م) فقد استهل كتابَه «تاريخ مدينة السلام وأخبار قُطَّانِها العلماء من غير أهلها ووارديها» بوصفٍ مطول للمدينة، وركَّز على مكوناتِها العمرانية، وأقسامِها الأساسية التي تشكلت منها شخصيتُها العمرانية باعتبارها عاصمةَ الخلافة العباسية وهي في أوج عظمتِها. وقد أشاد بفنونها المعمارية والجمالية الماديةِ والمعنويةِ معاً، ومما جاء في وصفه: «مناقب (بغداد) التي أفردَها الله بها دون سائر الدنيا شرقاً وغرباً، ومن بين ذلك: الأخلاق الكريمة، والسجايا المُرضِية، والمياه العذبة الغدقة، والفواكه الكثيرة الدمثة، والأحوال الجميلة، والحذق في كل صنعة، والجمع لكل حاجة، والأمن من ظهور البدع، والاغتباط بكثرة العلماء والمتعلمين، والفقهاء والمتفقهين، ورؤساء المتكلمين، وسادة الحساب، والنحوية، ومجيدي الشعراء، ورواة الأخبار والأنساب، وفنون الآداب، وحضور كل طرفة، واجتماع ثمار الأزمنة في زمن واحد؛ لا يوجد ذلك في بلدٍ من مدن الدنيا إلا فيها؛ لا سيما زمن الخريف، ثم إذا ضاق مسكنٌ بساكن، وجد خيراً منه، وإن لاحَ له مكانٌ أحبّ إليه من مكانِه لم يتعذر عليه النقلةُ إليه من أي جانب من جانبيه أراده، ومن أي طرف من أطرافه خفَّ عليه، ومتى هربَ أحد من خصمه، وجد من يستره في قربٍ أو بُعدٍ».
لم تعد بغداد خطيب البغدادي على حالها وتغيرت أجواءها وملامحها وألوانها وشوارع الأدب والشعر والتصوف قد باتت شوارع الموت والخوف والدماء والانفجارات والحرب. كان الناس يشدون الرحلة إلى بغداد وبالعكس أصبحت بغداد وبدأ الناس يغادرونها.
فى نظرية ما بعد الكولونية:
ظهرت بغداد مكانا محوريا فى الروايات العراقية ما بعد الغزو الأمريكي. ولم يُشهد لها حضور واسع فى روايات قبل الاحتلال مثلما شوهد لها الآن. إنها قد أصبحت موضوعا رئيسيا فى الأحداث السردية وتصرفات الشخوص. لعل ما يهم الكاتبَ العراقي بعد الغزو هو أن يحمل جروح بغداد للجيل العراقي القادم لكي لا تُنسى أيام بغداد ولهيب نار الحروب التي أحرقت جمالها. إن الكثير من الروايات العراقية ما بعد الاحتلال قد تم إعدادهاوإنشاء محاورها وأحداثها فى بغداد. قد نرى بغداد مكانَ التحول والانطلاق أو مكان الهجرة أو مكان الانفجارات والقصف أو مكان ذكريات ماضية أو مكان طفولة ضائعة أو مكان أم ضائعة وأب مسجون أو مكان شدة الحرارة الشمسية وحشد الجنود الأمريكية ومداهنة البيوت وتجوالهم فى الشوارع صباحا ومساءً أو مكان انتظار الزوجة الضائعة لزوجها القادم من الحرب. فالكتاب استعاروا بغداد لتمثيل الواقع العراقي الكئيب.لعل ما يناسبني فى مناقشة تمثلات بغداد هو المناقشة فى إطار النظرية الأدبية ما بعد الاستعمارية.
لا يمكننا أن نتوقع أن تحمل رواية ما بعد الاستعمار عبءَ ثقافة كاملة لأمة بأكملها ، لذلك يتعين علينا قراءتها كشيء يتعلق بثقافة فرعية أو شريحة من ثقافة أو موضوع معين داخل أمة أو ثقافة. علينا أن نضع ذلك في الاعتبار أن الرواية لا يمكن لها أن تقدم تمثيلًا أو انعكاسًا كاملا لثقافة ما. لذلك فهي ليست بالضرورة مدخلاً إلى تلك الثقافة، إنه عمل خيالي. لذلك لا يجب أن نستخدمها أساسًا للتعرف على العراق أو سوريا أو لبنان لأنه عمل فني قد تم تقديمه بشكل متخيل. لا ينبغي أن نتوقع من رواية ما بعد الاستعمار أن تعلّمنا جميعَ الفروق الدقيقة لثقافة معينة. الآن بخلاف ذلك، فإن أول شيء ننظر إليه هو وضع الرواية. علينا أن ننظر إلى وضعها المكاني والزماني. لذا فإن هذا الوضع سيعلمنا بالموقع الجغرافي الصحيح حيث قد تم فيه وضعُ الرواية، إذا كان في العراق أو لبنان، فأي جزء أو مدينة من ذلك البلد يتم اختيارها لإعداد الرواية، وما إلى ذلك،لأنه سيمكننا من أن نقوم بإجراء المزيد من الأبحاث واكتشاف المزيد عن منطقة معينة والثقافات الموجودة هناك. حتى نتمكن من معرفة الثقافة التي قد تم العمل عليها والوقت الذي تم احتواءه في الرواية وكذلك نتمكن من فهم الواقع الفعلي الذي تم تمثيله في الرواية. في هذا الإطا، تمكننا هذه الدراسةُ أيضًا من معرفة الحيز الزمني، ثم تعلّمُنا السياسةَ في ذلك الوقت المحدد وما كان يجري في بغداد في ذلك الوقت. إذا كانت رواية واقعية، فكيف تأخذ ذلك الوقتَ والمكانَ وتمثلهما في الرواية؟ فالوضع المكاني والزماني مهم جدا في جميع روايات ما بعد الكولونيالية.

سيميولوجية بغداد:
قد ظهرت مدينة بغداد عنوانا فى العمل الروائي العربي. الكُتّاب العراقيون بهم مبادرات ممتازة فى الإنجاز الأدبي تحمل اسم بغداد عنوانا أو جزءا من العناوين للروايات الصادرة حديثا. جاء اختيار اسم بغداد لأنه صار الأنسب لطبيعة الموضوع الذي سوف تعالجه الرواية ولطبيعة الشخوص والأحداث التي سوف تدور الرواية حولها. إن الكاتب العراقي يسعى إلى استقطاب ومخاطبة جيل من العرب نشأ مع الحروب والصواريخ والقتل والدمار والتهجير والعنف والصدمة الكبرى. واختار بغدادَ لكونها أكثر موقعا لما حدث و جرى فى تاريخ العراق واتصالا بما ستركز عليه الرواية فى موضوعها، حتى يستطيعَ جذبَ متلقي الرواية لِما يسرده فى إنجازه. لِما أن عنوان الرواية يحدد مسار الرواية قبل أن يدخل القارئ فى قراءتها فاسمُ بغداد يٍحدد للقارئ أن رحلته فى القراءة تبدأ من بغداد وهو سيتلقى معلومات ما تتعلق ببغداد وستنتقله الشخوص إلى أحداث حلّت ببغداد فى السنوات الأخيرة من الحرب مع الخليج والاحتلال الأمريكي وما يقترن بها قديما أو حديثا. ننظر أن بغداد لعب دورا محوريا فى تحديد عناوين الكتب وأقبل عليه الكتاب ليختاروه عنوان كتبهم مثل فرانكشتائن فى بغداد لأحمد السعداوي (2013، بيروت) وساعة بغداد لشهد الراوي (2016، لندن) وعلى أبواب بغداد لقاسم حول (2014) ويحدث فى بغداد لرسول محمد رسول (2015، القاهرة) وعجائب بغداد لوارد بدر السلام (تتحدث الرواية عن أحداث عام 2006 الطائفية وحرب الطوائف والعصابات الموالية فى العراق) وليلة سقوط بغداد لأحمد العمري (2004) وصفارات إنذار بغداد لياسمينة خضراء تتحدث عن تحول شاب عراقي إلى الإرهاب ومشرحة بغداد لبرهان الشاوي (بيروت) وأموات بغداد لجمال حسين علي (2008) وسلاف بغداد لمحسن الموسوي (2017، المركز الثقافي العربي) وخاتون بغداد لشاكر نوري (2017).
قالت الأستاذة إكرام مسمودي عن وظيفة العنوان فى الرواية ما بعد الغزو الأمريكي فى كتابها عن الحرب والاحتلال فى الرواية العراقية:
"بالنظر إلى بعض عناوين الروايات العراقية الحديثة التى نُشرت فى السنوات العشر الماضية، يتفاجأ أحد بالإشارات إلى الموت والقتل والجنون والخسارة، كل هذا ما يتعلق بالعراق نفسها - مثلا أموات بغداد و مشرحة بغداد وفرانكشتائن فى بغداد ومجانين بوكا والمنطقة الخضراء والقتالى وضياع فى حفرالباطن وغيرها. تبدو بغداد خاصة والعراق عامة من هذه العناوين كأنها عالم الموت حيث توجد الحرب والقتل والسياسة بالموت فى كل مكان"
تعتبر مسمودي العنوانَ بمفتاح أساسي للسَبر فى أغوار النص الإبداعيوبوظيفة تعمل في استخلاص البنية الدلالية للنص وتوجيهِ فهم القارئ إلى ما فى دفتي الكتاب من موضوع ومعاني، وهي تعتقد أن كثرة الإقبال على اختيار بغداد مكانا وعنوانا للروايات هو إشارةٌ إلى أنها تبدو مثل عالم الرهب والخوف والموت والقتل والتشرد. تعنى بغداد بأنها تلعب دورا هاما فى تحديد فكرة الروايات. بغداد كعنوان الرواية تعكس صورة الأيام والليالي الواقعية، قد مرت بها المدينةُ خلال السنوات - الصورةَ التى تتساير مع موضوع الرواية. عند مسمودي بغداد باتت علامة فارقة مميزة بين المدن من حيث، مجرد عند السماع، يتبادر مفهوم القتل والدم والحرب إلى ذهن السامع. لِما أن عنوان الكتاب بمثابة باب يتوصل به المتلقي إلى معرفة الأشياء، بغداد - فى العناوين- تمثل عبارةً عن دال ومدلول، من حيث يمتزج طرفان فيها، أما الطرف الأول فهو ما تشير إليه كلمة بغداد، هذا ما يقصد به الدال والطرف الثاني هو ما تحتويه الرواية من مضمون العنف والصدمة والأحداث الماساوية التي تعرضت لها بغداد خلال الحروب وهذا ما يقصد به المدلول، ثم بالعكس، بعد الانتهاء من القراءة، تنبثق فى ذهن القارئ صورةٌ خياليةٌ لبغداد حيث تتحول هذه الصورةُ الناشئة فى الذهن المتخيل إلى الدال و تتحول بغدادُ إلى مدلولها. بعبارة أخرى بسيطة أن مفهوم بغداد قد اقترن بالأحداث الدموية.
بداية النص في فرانكشتائن في بغداد:
"حدث الانفجار بعد دقيقتين من مغادرة باص الكيا الذي ركبت فيه العجوز إيليشوا أم دانيال، التفت الجميع بسرعة داخل الباص، وشاهدوا من خلف الزحام، وبعيون فزعة، كتلة الدخان المهيبة وهي ترتفع سوداء داكنة إلى الأعلى في موقف السيارات قرب ساحة الطيران وسط بغداد...." (رواية، صفحة 11)
استهل السعداوي روايته الحائزة على الجائزة العالمية للرواية العربية بحادثة حدثت في وسط بغداد. لم يلفت السعداوي يميينا ولا يسارا لكي يجمع الأحداث ويرتبها أو ليستعير مدينة أخرى رمزا ليبدأ في الرواية. بل جعل بغداد مدخلا ريئسيا إلى الرواية لأن ذكر أسماء المدن لتمثيل الواقع لم يعُد شيئا ما يتجنب منه الكاتب ويلجأ إلى الرموز والاستعارات والإشارات المعقدة. وهذا يدل على هيمنة بغداد ومناطقها في سرديات الحرب والعنف في الروايات العراقية. ظهرت مدينة بغداد كموقع مسيطر على مواقع الروايات لتكون الروايات أكثر قربا وانهماكا داخل الواقع بكل صراعته وتصدعاته السياسية والاجتماعية، لذا راحت الرواية تعبر أبرز الظواهر حضورا هو حال العراقيين الكئيب بعد الاحتلال، ولا شك أن بغداد صارت محطة لجميع التصدعات والصراعات. فلا بد للكاتب العراقي أن يجعل بغداد موقعا محوريا للرواية لتكون الرواية صوتا لجميع العراقيين من الشمال إلى الجنوب.

الخاتمة:
بغداد مدينة فى العراق تخاطب الضمير الانساني الحي وتسلط الضوء على حقبة مهمة من تاريخ العراق الحديث، ذلك ما دفع العديد من الكتاب إلى جعل بغداد عنوانا ليستطيع الكاتب تبيين حجم المأساة التي قد عاشها العراقيون عامة والبغداديون خاصة ولينجح الكاتب فى كسب الانتباه الحسي لدي الناس عندما يمرون بسوق الكتب ويرون عنوانا يجذب التفاتَهم لأول وهلة.أن بغداد فى عناوين الروايات عبارة عن حرب و قتل و دم و دمار ولها دور هام فى بناء الربط بين الموضوع والعنوان وإيجاد انتباه حسي فى مشاعر الناظرثم القارئمثلا فرانكشتائن فى بغداد لأحمد السعداوي وساعة بغداد لشهد الراوي وعلى أبواب بغداد لقاسم حول وليلة سقوط بغداد لأحمد خيري العمري وأموات بغداد لجمال حسين علي .