الأدب الجنسي (الأدب الإباحي) هو جنس أدبي يحتوي على مواد خيالية أو واقعية تثير قارئها جنسيا. وقد يتخذ شكل الروايات والقصص القصيرة والشعر والمذكرات والأدلة الجنسية . ويوجد في الأدب الإباحي كثير من الصور الإباحية مع النص المكتوب. ومن أمثال الشعر الإباحي أشعار "صافو" الشاعرة الإغريقية التي كانت يتركز شعرها على منح السحاق. وفي الأدب المعاصر رواية "مدار السرطان" لهينري ميلو" وقصة "أو" لآن ديكلو .
مر الخيال الجنسي عند العرب بتغيرات وتحولات كثيرة منذ فترة ما قبل الإسلام حتى العصر الحديث. في عصر ما قبل ظهور الإسلام ذاعت قصائد الشعراء مثل امرئ القيس وعنترة بن شداد. وفي معظم تلك الأشعار تشبب المرأة بالضباء. المرأة في الأدب ليست شكلا مجردا هندسيا إنما إنسان كامل بإيجابياته وسلبياته تماما. وكان لدى العرب قبل الإسلام خيال جنسي خاص بالأيام والشهور، وكانوا يستحبون المجامعة يوم الجمعة، ويكرهون الجماع في شهر شوال. ولكن عندما جاء الإسلام نقضت عادات العرب السائدة.
وإذا لاحظنا العصر الأموي لا نستطيع أن نجد من الأدب الجنسي، وإذا انتقلنا إلى العصر العباسي نجد رواجا ظاهر الافتنان بالغلمان، وكان رائد هذا الاتجاه أبو نواس، فبدأ فنا جديدا فن الغلمانيات. تنعكس في قصة "ألف ليلة وليلة" المنقول إلينا قبل 1500 سنة ألوان من الجنس، وما يدور في الخيال الجنسي للعرب الذين عاشوا بين أواخر العصر العباسي وبداية ظهور الدولة الفاطمية .
ونقل الراغب الأصفهاني في كتابه محاضرات الأدباء لأبي مسلم: ما ألذ العيش؟ قال: طعام أهبر، ومدام أصفر، وغلام أحور، وقيل لعافية القاضي: لم اخترت الغلام على الجارية ؟ فقال: لأنه لا يحيض. وكان الفتى الأمرد الذي لم ينبت شعره مثيرا لخيال بعض الجنسي في العصر العباسي.
أدى ظهور السينما في القرن العشرين على تحول كبير في خيال العرب الجنسي فصاروا يتعلقون ببطلات الأفلام، وصارت الراقصات، ونجمات أفلام، والمغنيات تلهمنا خيالات الرجال، ومع شيوع أفلام أجنبية، وظهور الفيديو في الإنترنت، بدأ الولع بشكل الغرب لجنس المرأة.
وباتت ملامح الرجل الغربية مثيرة لشهوات النساء، إن كان الأمر مذكورا لا يوجد في العالم العربي رواية إيروتيكية كما هي الحال في العالم الغربي. إذ مازالت قيم كثيرة تكبل هذا النوع من الأدب ومازال ينظر إليه على أنه أدب سوقية هدفه " إثارة الغرائز" ومع أن تراثنا العربي غني بالكتب الجنسية التي لم تكن تجد حرجا في أشد المواضع جرءة.
حاليا هناك محاولات عدة لكسر هذه التحديات، ولم تصل حتى الآن إلى المستوى المطلوب، لكنها مع ذلك تبقى محاولات جديرة بذكرها خصوصا في ظل ما يتعرض له مؤلفها من رقابة تمنع الكتب في أكثر من بلد عربي ومن حملات تشغيل تنعت هؤلاء الروائيين لأقذع الشتائم والعبارات وتحاربهم على اعتبار أنهم ينشرون الفسق والفجور.
الروايات المهمة في الأدب الجنسي بأقلام النساء:
1 اسمه الغرام - علوية الصبح – لبنان ، دار الأدب – بيروت
2 اكتشاف الشهوة - فضيلة الفاروق – الجزيرة ، درا الرياض – بيروت
3 اصل الهوى - حزامه حبايب – فلسطين- المؤسسة العربية – بيروت
4 برهان العسل - سلوى النعيمي – سوري ، دار الرياض – بيروت
كتب بأيدي الرجال
1 إيثاكا - رؤوف مسعد – مصر- دار ميريت – القاهرة –
2 حرمة - علي المقري- اليمن- دار الساق – بيروت
3 روائح ميري كلير - حبيب السالمي- تونس
4 شارع إبليس - أمين الزاوي – الجزائر
وضع الإسلام بعض الشروط والقيود والحدود على الأدب الجنسي، نجد بعض الكتب التي تشير على قوانين وأنظمة الأدب الجنسي في الإسلام. ومنها ما نعرف كتاب "النعيم الجنسي لأهل الجنة" على يدي الكاتب عبد الله بن قاسم القاسمي، هو باحث وشاعر من الشعراء القواسيم من سلطنة عمان – بولاية الخابورة. حاز على شهادة البكالوريوس "اليسانس في التربية" (التخصص في التربية الإسلامية) جامعة سلطان قابوس سنة 1997 وله عدة أعمال ومنها: قصيدة بهجة الناظرين، مؤهلات الزوجة الودود، قصيدة آل سعيد، قصيدة لك الحمد، قصيدة شيخ المدرسة القاسمية.
أوضح الكاتب في هذا الكتاب صفات الحور العين، وأخلاقهن ومباشراتهن ومعاملاتهن على ضوء الكتاب والسنة. وقد قسم الكاتب هذا الكتاب على أربعة فصول ومنها: الفصل الأول يحتوي على"خلقة الحور العين وصفة أبدانهن وجسومهن" يناقش الكاتب تحت موضوع لا تختلف نساء الجنة من نساء الدنيا من حيث الأعضاء المؤلفة للبدن، وليس للحور العين عضو زائد على المعهود في أعضاء نساء الدنيا كما أنها كأبدان الآدميات من حيث شهوة الطعام والشراب والنكاح وغير ذلك. والفرق إنما هو في كيفية أبدان الحور العين وصفاتهن والحقائق التي أنشأهن الله عليهن هي التي ميزتهن.
يطلع الكاتب في الفصل الثاني تحت عنوان على "أخلاق الحور العين وصفاتهن المعنوية" يقول فيه إن فيهن من زينتهن الباطنة والمعنوية، وجمالهن النفسية والعاطفية وأيضا يشير إلى عنصرين، الأول: قيمة الأخلاق والعاطفة في الحياة الجنسية، هذا يلعب دورا مهما في بناء السعادة الزوجية، وأضاف مع ذلك: فأما جمالهن الباطنة والزينة القلبية من الأخلاق الزكية والخصال النبيلة والنفس العذبة والخصبة فلها قيمة راقية بالنسبة إلى الجمال الباطن الظاهر، والثاني: عند الكاتب يهتم موقع الصفات المعنوية للحور العين من صفاتهن الجسمانية، ويشير على تبوّء الحور لأعلى منازل الجمال والأنوثي المحسوس، فإنهن يتبوأن قيمة الصفات المعنوية الأخلاقية والجنسية دون جسدية.
وفي الفصل الثالث يتحدث الكاتب عن "نساء الدنيا المؤمنات وموقعهن بين الحور العين في الجنة" يضييء الكاتب على أن نساء الجنة هن النساء اللاتي خلقن في الجنة من حيث مطهرات مقدسات خلقن كأعضاء نساء الدنيا الظاهرة بل يختلفن في جمالهن وعواطفهن وأخلاقهن من نساء الدنيا فلم يخص من دونها، ولكن يخرج الكاتب ادعاء الاخر، نساء الجنة هن نساء خلقن في الحياة الدنيا ثم بعثهن الله وأدخلهن برحمته وفضله الجنة، أما الحور العين فهن من مخلوقات الله من غير البشر.
وفي الفصل الرابع : يشير الكاتب إلى "أزواج الحور العين وكماله في الباطن والظاهر" ويقسم آرائه عبر مباحثه الثلاثة، المبحث الأول: خلقة رجال الجنة وصفة أبدانهم والثاني يظهر على جنسانية الرجل في الجنة وعدد زوجاته، والمبحث الأخير مهور الحور العين وبعض أخبار خطابهن وعشاقهن.
وبالجملة؛ اختتاما واستنتاجا، يشير الباحث إلى أن الأدب الجنسي شائع في الأدب الغربي من الأدب العربي، لم تكن دراسة بحثية كافية في الأدب العربي حول الأدب الجنسي على المستوى المطلوب، يجد القارئ عندما يقرأ الكتاب المذكور لا يختلف نساء الدنيا من نساء الآخرة كثيرا إلا بعواطفهن وجمالهن وأخلاقهن، هذا الكتاب يعطي لنا بيانا واسعا تحت موضوع الأدب الجنسي في المنظور الإسلامي خلافا من الكتب الأخرى الموجودة. يستطيع القارئ أن يميز بين الحسن والقبح في الأدب الجنسي ويساعده أيضا على فهم طرق قيمة دون سقوط وجهة الفواحش. ونرجو أن يكون هذا البحث بحثا مفيدا للقارئين والباحثين في هذا المجال.
المصادر والمراجع:
• كتاب النعيم الجنسي لأهل الجنة – عبد الله بن قاسم القاسمي
• الآحاد والمثاني- إمام أبوبكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الشيباني
• آداب الزفاف في السنة المطهرة- الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
• إحكام الأحكام شرح عمد الأحكام- حافظ ابن دقيق العيد