Thursday , 21 November 2024 KTM College
Literature

الأدب العربي المصري الحديث في مواجهة الاستعمار

12-November-2018
زين العابدين

إن تاريخ الإنجليز مع الدول العربية والإسلامية عامة في هذا العصر مليئ بالخبث والحقد والمؤامرات المتنوعة في أماكن شتى من بلاد الإسلام، فمامن مصيبة تحل بهم إلا وتجد من ورائها كيد الإنجليز وتدبيرهم. فهذا ماشاهدناه في تاريخ مصر في أيام الإستعمار البريطاني، وهناك كثير من الكتب المؤلفة في هذا المجال، حتى وصفهم شاعر العراق الرصافي زمن احتلال الإنجليزي في مصر بقوله في ديوانه ( 3/240-243)
دع اللوم واسمع ما أقـول فإنـني *** قتلتُ طباع " التيمسيين " بالبحث
كأنهم والنـاس عُث وصــوفة *** وهل يستقيم الصوف في عثة العُث
فكم حرثوا في أرض مستعمراتهـم *** مظالم سودًا كن من أسوأ الحـرث
وكم أيقظوا والناس في الليل نُـوّم *** بها فتنًا كالدجن يهمي على الوعث
وهم يأكلون الزبد من منتجاتـها *** ويُلقون للأهــلين منهن للفرث
يقولون إنا عاملون لسعــدكم *** ولم يعملوا غير الكوارث والكرث
إذا مارأيت القوم في فخ مكـرهم *** رققت لهم تبكي على القوم أو ترثي
فلا ترجُ في الدنيا وفاء لعهــدهم *** فلا بد في الأيام للعــهد من نكث
كانت مصر كغيرها من بلاد العالم الإسلامي تحكمها الدولة العثمانية . وكانت تُحكم بالشريعة الإسلامية ، وترتكز في أمورها على الإسلام بوجود الأزهر ، وهيئة كبار العلماء ، مع قصور وانحراف ، قلما يسلم منه أحد .
قام الفرنسيون بقيادة نابليون بونابرت بحملتهم على مصر عام 1798م ، بعد أن مهدوا لذلك بإرسال الجواسيس الذين يدرسون وضع البلاد ومدى قابليته للاحتلال . ولكنهم لم يفلحوا في البقاء فيها سوى 3 سنوات نظرًا لاتحاد أهل البلاد ضدهم، ووقوفهم صفًا واحدًا تجاه حملتهم –حكامًا ومحكومين- ؛ رغم تطمينات نابليون الكثيرة لهم بأنه لا يريد الإسلام بسوء ! كرر الإنجليز ما قام به إخوانهم الفرنسيون؛ فأرسلوا حملة عسكرية بقيادة "فريزر" لاحتلال مصر؛ لكنها باءت بالفشل –أيضاً-؛ للأسباب نفسها.
رحل الإنجليز عن مصر عام (1956م) بعد أن سلموا السلطة لمن يحققون أهدافهم في مسخ البلاد وتغريبها، والقضاء على مظاهر الإسلام فيها ؛ وعلى رأس ذلك إلغاء الحكم بالشريعة . وبعد أن تحقق أهم هدف لهم ؛ وهو التكين ليهود من إقامة دولة لهم في أرض فلسطين .
وكان الشعر بالطبع أبرز من النثر أثرا فقد هاجم شعراء المصر والعراق والشام الاستبداد العثماني ثم اتجه الشعر إلى مقاومة الاستعمار الفرنسي والبريطاني في مختلف أنحاء الوطن العربي.
وقد كان الوجود السياسي للعرب سبيله الأدب كتابة وشعرا وخطابة (فلم يكن العرب بمدافعين عن وجودهم إلا باللغة العربية في مقالات وقصائد ومطبوعات أثارت نوازع الحمية العربية وأطلقت الألسنة والأقلام).
وقد قاوم الشعر مقاومة فعالة ودعا إلى التجمع واضطر الشعراء إلى كسب سخط الحاكمين وغضبهم ومن هؤلاء ألزهادي والرصافي في العراق كما هاجر من أجل ذلك ألكاظمي إلى مصر وفي الشام فؤاد الخطيب وشفيق جبري واليا زجي من قبل شكيب أرسلان الذي اضطره الاستعمار إلى الهجرة. وقد ارتفعت لغة الكتابة بعد التحرر من سلطان الأتراك واستهدف الأدب العربي : القومية العربية بدلا من الوطنية العثمانية وأفاد الأدب العربي من الأساليب الحديثة في الأدبين الفرنسي والانجليزي.
وكما شارك الشعر العربي في الجزائر وتونس ومراكش وليبيا في معارك فلسطين، شارك الشعر العربي في الشام ومصر والعراق في معارك الجزائر، واليوم يقف الأدب الجزائري وراء الثوار يؤجج عواطفهم، وآب إلى القومية العربية محمد ديب ومولود معمري ومولود فرعون من كتاب الجزائر الذين تأثروا بفرنسا أول الأمر والذين ما زالوا يكتبون بالفرنسية.
يقول محمد ديب : (نحن معشر الرجال في جبالنا هذه يجب أن تقف البلاد بأسرها وتبصق احتقارها في وجوه الطغاة).
وقد كان قوام الأدب العربي في هذه المرحلة الإيمان بالحياة والأرض والحرية وقد أبان عن عمق التشبث بالوطن وبرزت فيه روح التطلع إلى المستقبل بإحساس الأمل والتفاؤل وتأكيد الروابط بين أقطاره مع تأكيد الوحدة العربية الكبرى.
وكما ذهب شكيب أرسلان من لبنان إلى جنيف فأقام فيها ذهب علال الفاسي إلى مصر والشرق وذهب الثعالبي إلى الهند والبشير السع داوي إلى دمشق.
وكانت مصر بالنسبة إلى ليبيا مركز المقاومة للإيطاليين، وكانت من قبل بالنسبة لسوريا مقر الجمعيات السرية لمقاومة العثمانيين.
وقد تجاوبت مصر وسوريا وتونس وفلسطين وحملت صحافتها لواء الدفاع عن ليبيا وكشف جرائم الاستعمار الإيطالي، وفي الوقت الذي أوصد الاستعمار الإيطالي أبواب ليبيا عن الكتب والصحف العربية، كان الشباب الليبي نفسه يندفع ليربط نفسه بالفكر العربي مهاجرا، وقد فرضت ليبيا تعلم اللغة الإيطالية وقاومت اللغة العربية حتى أنها أودعت السجن مجموعة من الشباب كانت تقرأ كتب العبرات للمنفلوطي.
كما أن صحف الاستعمار أخذت تذيع الأخطار المدمرة للعقل العربي فضلا عن أنها أشعلت النيران في المكتبات العربية الضخمة وساقت الجماهير ليشاهد واد ثقافته ولكن هذا لم يطفئ جذوة النضال عند المستعمر بل زادها اشتعالا ومن وراء صفوف الحرب كانت القصيدة العربية الليبية تهز المجاهدين وتدفعهم إلى الاستشهاد وساهم الشعر الليبي في بث الوعي العربي ولم تشغله معركته الوطنية عن الدعوة للوحدة الكبرى، وأضاف المعهد الجنوبي إلى الأزهر والزيتونة والقروي مزيدا من طلاب الثقافة، وفشلت محاولة ايطاليا لسحق اللغة العربية وإفناؤها وإلقاء تراثها في ليبيا ولم تستطع ثلاثين عاما من مقام اللغة الإيطالية في ليبيا أن توهن من اللغة العربية أو تضعف مكانها.
أما الأدب العربي في مصر فقد قاوم طغيان أسرة محمد علي وخديوي ها، وكانت ثورة عرابي والاحتلال ودنشواي والحماية وثورة 1919 أحداثا ضخمة تأثر بها الدب العربي، وقد شرد كتاب مصر ونفوا وسجنوا وقاسوا الإرهاب.
وكانت كلمات جمال الدين الأفغاني ومصطفى كامل وعبد الله نديم وعبد الرحمن الكواكبي وعبد العزيز شاوي شي تهز الشرق كله، وقد هزت أشعار شوقي وحافظ والبارودي والمنفلوطي ضمير الأمة العربية، وقد هاجمت الأمة العربية الاستعمار البريطاني والفرنسي والإيطالي ومن قبل الاستبداد العثماني بصحافة مصر ومطابعها وامتزجت عوامل الفكر والثقافة والأدب بين مصر وسوريا، وكان للسوريين أثر واضح في صحافتها واديها، (وهكذا صور الأدب العربي المعاصر وحركة المقاومة والتجمع، صور أدب فلسطين، أدب الدم والثأر، وصور أدب المغاربة الأشداء مقاتلوا الجبال، وصور الجزيرة العربية بصحرائها و وهادها وجبالها، وصور هجرة السوريين واللبنانيين من وجه الظلم والمجاعة والاضطهاد إلى أمريكا وإقامتهم هناك يصنعون المجد والثورة ويعودون بها فكان أدبهم هناك ذوب حنين وصيحة إيمان بالعروبة ودعوة إلى التحرر وكانت مجزرة (سطيف) في الجزائر ومعركة (ميسلون) بالشام ومأساة؛ دنشواي في مصر لها رنين في الأدب وصوت بارز.
وظهر الشعر الاجتماعي يدعو إلى تحرير المرأة ويطالب بالعدالة الاجتماعية، وبالرغم من أن الأدب المحلي ظهر ف يمصر ولبنان والسودان وأجزاء كثيرة من العالم العربي يحمل الدعوة إلى الوطنية الضيقة ويفاخر بالأمجاد الفرعونية والفينيقية أو غيرها فإن ذلك قد أصبح على مرور الزمن إيمانا بأن الأدب الوطني قد يستمد من مجده الفرعي قوة الدعوة للمجد العربي الأصيل وأنه حين يمجد رقعته الضيقة إنما ينظر إليها على أنها جزء من الوطن العربي الكبير ولا شك أن عظمة لبنان هي عظمة للعرب وأن شجاعة سورية هي جزء من الشخصية العربية وأن امتزاج الجناس في تونس والمغرب والسودان هي حقيقة قائمة وراء الإيمان القوي بالقومية العربية.
وهكذا غلبت قوة الأدب العربي الأصيلة على التيارات الضالة التي ما تزال تتردد في خفوت ويحملها عملاء للغرب من العرب يدعون لها بأسلوب أو بآخر ولكن ليس في حماسة ما كان في الماضي ولا في قوته ونحن نثق بأنه لم يعد ممكنا بعد أن بلغ عمق القومية العربية في الأدب ما بلغ أن تستطيع هذه المذاهب التغريبية أن تنتصر أو تجد سوقا رائجة...
وصدق الرصافي إذ يقول :
إننــا أمــة تــدرا الضيــم * ولا تستكيــن قــط لغاصــب
وقد أمكن في خلال هذه الفترة أن تدحض نظريات كثيرة كانت متألقة في أول القرن فلم يعد صدقا ما قيل من أن الثورة العربية كانت مستقاة من الثورة الفرنسية، وقد مضى عصر المذابح الذي كان يبكي فيه أدباء العرب على سقوط فرنسا، والذي آمن فيه بعض المبهوتين العرب بظلمات فرنسا البراقة بعد أن سمعوا عن مجازرها في الجزائر.
ولم يعد هناك اتجاه إلى الثقافة الفرنسية أو الانجليزية أو الأمريكية معروفا في الثلاثينيات من هذا القرن.
وقد ساد الأدب العربي المعاصر كله خلال فترة (المقاومة والتجمع) اتجاهين واضحين : التجديد في الأسلوب والموضوع، والتطور مع روح العصر ومقتضيات الزمن والمحافظة على القديم والتمسك بالتراث العربي واحتذائه وبعثه.
ولا شك أن مأساة فلسطين وحدت العرب وكانت بعيدة الأثر في أدبهم وتاريخهم كله، وهي –مع معركة الجزائر القائمة منذ خمس سنوات- قد كشفت الغرب على حقيقته وأعطت العرب صورة واضحة لمدى بربرية الحضارة الغربية ومدى كذب الإدعاءات التي تحملها الثقافة الغربية من كلمات الحرية والإخاء والمساواة وذلك انهارت ثقة العرب في ثقافة الغرب ومن ثم مضى الأدب العربي الحديث يستمد قوته من أمجاده يبعثها من جديد ويضيف إليها أمجادا وبطولات جديدة.
الصوفية والاستعمار
نأتي إلى جهاد الصوفية ضد الاستعمار الأخير
نجد الشيخ عبد الكريم المغربي قائد حركة المرابطين في المغرب ضد الاستعمار -الاستعمار الإنجليزي والفرنسي وغيره-.
الشيخ عبد القادر -الأمير عبد القادر- الجزائري ضد فرنسا بالجزائر من كبار علماء التصوف.
الشيخ عمر المختار في ليبيا من الطريقة السنوسية الذي أذاق إيطاليا مُرً ومرارة عظيمة في صحراء ليبيا ، الشيخ عمر المختار وهو سنوسي الطريقة صوفي .
الإمام الزاهر من آل أبي علوي هو الذي أخرج هولندا من منطقة آكي باندنوسيا وهو من كبار الصوفية .
عز الدين القسام في فلسطين الذي أتعب اليهود والصهيونية كان صوفيًا عليه رحمة الله تعالى عز الدين القسام في السودان الذي حارب وأقام الحملة ضد الاستعمار الإمام المهدي الصوفي .
الذين قاتلوا الاستعمار بالشام هم أصحاب الطريقة الشاذلية والنقشبندية .
اليوم الذين يجاهدون بالشيشان هم أهل الطريقة النقشبدنية من الصوفية.
فهذا طرف من أخبار جهاد الصوفية قديمًا وحديثًا
وقبل الاحتلال الإنجليزي سنة 1882 موضوعات سياسية ودينية واجتماعية، وهي موضوعات عامة، لم يكن يستمدها الكُتاب من عواطف فردية أو شخصية؛ وإنما كانوا يستمدونها من عواطف الشعب، فقد أصبح الشعب هو كل شيء، وأصبحت ميوله الإطار الذي توضع فيه المقالات الصحفية المختلفة.
وتعم الكآبة مصر وتخمد مؤقتًا هذه الجذوة القوية فيها لأول عهد الاحتلال؛ ولكن لا نمضي طويلًا حتى تسترد هذه الجذوة قوتها واشتعالها، فيصدر العفو عن الشيخ محمد عبده وعبد الله نديم اللذين اشتركا في الثورة العرابية، وتصدر صحيفة "المؤيد" يصدرها الشيخ علي يوسف، معبرًا فيها عن نزعتنا الوطنية، ويصدر عبد الله نديم صحيفة "الأستاذ" يناوئ فيها الاستعمار، ويصدر مصطفى كامل صحيفة "اللواء" ويبعثها نارًا ضد الاستعمار والمستعمرين، ويؤلف "الحزب الوطني"، ويصارع الإنجليز صراعًا قويًّا عنيفًا. ويتألف حزب الأمة، ويُصدر صحيفة "الجريدة" ويحررها لطفي السيد، ولم يكن هذا الحزب ثائرًا ثورة الحزب الوطني؛ بل كان يميل إلى الاعتدال في الكفاح، وقد خرج بفكرة أن مصر للمصريين، فينبغي ألا نفكر في الخلافة العثمانية والعثمانيين؛ بل ينبغي أن نقصر تفكيرنا على أنفسنا ومصالحنا. وكان مصطفى كامل يعطف على الخلافة الإسلامية، وهو عطف كان يصور فيه عواطف الشعب المصري الذي كان يعد هذه الخلافة رمزًا لدينه، ولم يكن مصطفى كامل يتعدَّى ذلك، فوجهته وطنه واستقلاله وتخليصه من براثن الاحتلال. وأعلنها حربًا شعواء على الإنجليز لا تضعف ولا تلين كما يلين حزب الأمة وأنصاره، واندفعت الأمة المصرية وراءه غاضبة ناقمة.
وهذه الحركة الوطنية التي كانت تصدر عن روح الأمة وما صحبها من ترجمة أو من التيار الغربي الذي أخذ يعمل في مجرى حياتنا الأدبية، كل ذلك كان مصدر نشاط أدبي خصب، سواء من حيث اللغة التي نعبر بها عن أدبنا، أو من حيث الموضوعات التي كان يتناولها.
أما اللغة، فقد تحررت من عوائق السجع والبديع. على أنه ينبغي ألا
أبرز الشخصيات التي دافعت عن قضية وطنها ضد الاحتلال بأشكاله
عمر مكرم
هو زعيم شعبي مصري، ولد في أسيوط، إحدى محافظات مصر سنة 1750، وتعلم في الأزهر الشريف، تولى نقابة الأشراف في مصر سنة 1793، وقاوم الفرنسيين في ثورة القاهرة الثانية سنة 1800، وكان له دور في تولية محمد علي شؤون البلاد، حيث قام هو وكبار رجال الدين المسلمين بخلع خورشيد باشا في مايو سنة 1805، وحينما استقرت الأمور لمحمد علي خاف من نفوذ رجال الدين فنفى عمر مكرم إلى دمياط في 9 أغسطس 1809، وأقام بها أربعة أعوام، ثم نقل إلى طنطا. توفي عام 1822.
عزيز المصري
يعتبر الفريق عزيز المصري، الذي ولد 1880- 1965، عسكريا وسياسيا مصريا، ورائدا من رواد الحركة القومية العربية وحركات التحرر الوطنية المصرية.
لقب بـ«أبوالثوار» لأنه ترك بصماته الواضحة على صفحات الجهاد من أجل العروبة والإسلام، حيث شارك بحماسة في تحرير بقاع غالية من الوطن العربي، ونذر كل ساعة من أيامه من أجل مكافحة الدخلاء المستعمرين.
ولد باسم «عبدالعزيز علي المصري» لعائلة شركسية عريقة ترجع أصولها إلى القفقاس تعرف بعائلة شلبي، سكنت العراق لفترة ثم انتقلت إلى مصر، درس الثانوية في القاهرة، والتحق بالكلية العسكرية في الأستانة، ثم في كلية الأركان حيث تخرج فيها بتفوق عام 1904. انضم إلى جمعية الاتحاد والترقي، وشارك في انقلابها العسكري عام 1908، ترك الاتحاد والترقي بعدما تبدى له معاداتها للعرب، أسس مع الشهيد سليم الجزائري الجمعية القحطانية، التي نادت بمملكة ذات تاجين العرب والترك.
خاض العديد من المعارك ضابطاً ضمن القوات العثمانية في ألبانيا وليبيا واليمن وأبلى فيها بلاءً حسناً، كما شارك في خلع السلطان عبدالحميد الثاني عن العرش، عمل على إيقاف الحرب في اليمن عام 1910.
حارب ببسالة وبطولة في ليبيا ضد الغزو الإيطالي،عاد إلى الأستانة عام 1913، وأسس جمعية العهد وهي جمعية عسكرية سياسية سريّة عربية في 28 أكتوبر 1913، اعتقل في 9 فبراير 1914، وحكم عليه بالإعدام، وأطلق سراحه في 21 إبريل 1914 ونُفي إلى مصر.
ساهم في إعداد وتنظيم وتوجيه عمليات المجاهدين المصريين في فلسطين عام 1948 م كما اقترح خطة (توحيد الجبهة) لردِّ العدوان الثلاثي الغاشم عن منطقة قناة السويس عام 1956م.
كانت المحطة الأخيرة في حياة «عزيز المصري» العسكرية والسياسية ارتباطه بالضباط الأحرار، وكان أنور السادات أول من التقاه من الضباط الأحرار حيث كان يزوره في بيته ضمن غيره من شباب مصر الذين كانوا يناقشونه في أمور البلاد السياسية وكان أن تنامى إلى علمه وجود تنظيم شاب في الجيش يعمل على تخليص البلاد من الملك والإنجليز، وأن السادات ضمن هذا التنظيم.
وعرفاناً بجميله وأبوته الروحية لهم اختارت الثورة الفريق ليكون أول سفير لهم في الاتحاد السوفيتي ليعمل على إعادة تسليح الجيش المصري.
وظل رغم تقدم العمر به متابعاً أحوال الوطن حتى وافاه الأجل في15 يونيو 1965م.
مصطفى كامل
مصطفى كامل باشا، ولد 1874، وتوفي 1908، وهو زعيم سياسي وكاتب مصري. أسس الحزب الوطني وجريدة اللواء.
كان من المنادين بإنشاء (إعادة إنشاء) الجامعة الإسلامية. كان من أكبر المناهضين للاستعمار وعرف بدوره الكبير في مجالات النهضة مثل نشر التعليم وإنشاء الجامعة الوطنية، وكان حزبه ينادي برابطة أوثق بالدولة العثمانية، أدت مجهوداته في فضح جرائم الاحتلال والتنديد بها في المحافل الدولية خاصة بعد مذبحة دنشواي إلى سقوط اللورد كرومر، المندوب السامي البريطاني في مصر.
اهم اعمال الزعيم مصطفى كامل :
يعتبر مصطفى كامل أحد رائدي الحركة الوطنية والذي كرس حياته ومستقبله لتحرير مصر من الإستعمار البريطاني .
لقد كان القوة الدافعة التي أعادت الحياة الى الحركة الوطنية والتي كانت قد عانت من نكسة حادة بعد فشل ثورة عرابي عام 1882 والتي تلاها الإحتلال البريطاني في مصر .
من خلال كتاباته وخطبه أحدث مصطفى كامل مقاومة سلمية ضد الإحتلال البريطاني داخل مصر وخارجها. أظهر بشاعة تصرفات الإحتلال البريطاني في مصر وتمكن من كسب تأييد الرأي العام العالمي. لقد اثرى مصطفىكامل الحركة الوطنية المصرية بتفانية النادر والدفاع المستمر عن قضية الإستقلال .
حصل مصطفى كامل علي ليسانس الحقوق بالمدرسة المصرية للحقوق في عام 1899. سافر الي فرنسا حيث حصل علي شهادة عليا في القانون بمدرسة القانون في مدينة تولوز .
بدأ مصطفى كامل حياته العمليه كمحامي مبتديء بدلا من الوظيفة الحكومية والتي كانت في رآيه أنها ستضعه تحت سيطرة الإحتلال البريطاني.
اعتمدت خطة عمله حول مطلبين : جلاء قوات الإحتلال البريطانية وإعلان الدستور شملت أنشطته المختلفة في المجال الوطني لمصر والساحة الدولية .
عمل مصطفى كامل على نشر الوعي بين مصر والساحة الدولية بالإضافة الى نشر الوعي بين المصريين عن طريق الخطب العامة والمقالات، لذا قام بتأسيس جريدة "اللواء" في عام 1955. ساهم في نشر التعليم عن طريق إنشاء المدارس الخاصة. وقد نادى بإنشاء الجامعة المصرية وإنشاء الحزب الوطني في عام 1907 كوسيلة لتنظيم انشطة الشباب المصري في كفاحهم نحو الإستقلال ووضع الدستور .
وعلي الصعيد الدولي زار مصطفى كامل فرنسا أكثر من مرة بالإضافة الى عدة دول أوربية آخرى، حيث قام بإلقاء الخطب وكتابة مقالات في الجرائد لتدعيم القضية المصرية. كما قام بزيارة القسطنطينية عاصمة الامبراطورية العثمانية لوجود صراعات عديدة مع حاشية السلطان حيث تم منحه لقب باشا .
توفى عن عمر يناهز 34 عاما رغم انه عاش ثمانى سنوات فقط في القرن العشرين فان بصماته امتدت حتى منتصف القرن, وتوفى في فبراير 1908 . رثاء امير الشعراء احمد شوقى للزعيم الراحل مصطفى كامل :
رثاه شوقي قائلا:
المشـرقــان علــيك ينتحــبان .. قاصـيهـما في مـأتم والـداني
يتســـاءلون أبــالسلال قضيــت .. أم بالقلب أم هل مت بالسرطان
الله يشهــد أن موتــك بالحـجا .. والجـد والإقـدام والعرفـــان
دقـات قلـب المـرء قائـلة لـه .. إن الحيـاة دقائـــق وثـــواني
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرهـا .. فــالذكـــر للإنسان عمــر ثاني
ولقد نظرتك والردى بك محدق .. والــداء مــلء معالم الجثــمان
فهششت لي حتى كأنك عائـدي .. وأنـــا الــذي هد السقــام كياني
وجعلت تسألني الرثاء .. فهاكه .. من أدمعي وسرائري وجناني
لولا مغالبة الشجون لخاطري .. لنظمت فيك يتيمة الأزمان
ثورات المصريين حتى العصر المقريزى
"ثورات المصريين حتى عصر المقريزى"، للمؤرخ عبد العزيز جمال الدين، ويقع الكتاب فى ثلاثمائة وثمانية صفحة من القطع الكبير. ويرى المحقق والباحث المصرى عبد العزيز جمال الدين أن الثورة على الطغيان أو الاحتلال تمثل الإيقاع الثابت لتاريخ بلاده منذ تحقق مشروع الدولة- الأمة قبل نحو خمسة آلاف عام، وإن اختلفت درجات وطرق ما يسميه الإيقاع الثورى. ويقول إن مصر منذ وقت مبكر تعهدت مشروع الدولة بالتعديل والتوفيق حسب الاحتياجات والتوجهات، فإذا كانت تلك التعديلات والإصلاحات بسيطة فإنها تتم فى يسر ودون أن يلحظها أحد، أما إذا كانت مصيرية وتشكل منعطفا فى تاريخها، فإن الثورة فى مثل هذه الحالة تكون أداة للتغيير. ويضيف فى كتابه (ثورات المصريين حتى عصر المقريزى) أن الشعب المصرى قام بثورات "متتالية ضد الاستعمار سواء أكان فارسيا أو بيزنطيا أو عربيا أو تركيا أو أوروبيا"، مشددا على أن صور هذه المقاومة تدعو أى متابع لان يحنى هامته "احتراما لصلابة الشعب...". والمقريزى الذى يحمل عنوان الكتاب اسمه هو المؤرخ المصرى تقى الدين أحمد المقريزى (1364-1442) مؤلف كتب منها "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" و"البيان والإعراب عما بأرض مصر من الإعراب" و"السلوك لمعرفة دول الملوك" و"إغاثة الأمة بكشف الغمة" و"الذهب المسبوك فى ذكر من حج من الخلفاء والملوك". والكتاب الذى يقع فى 308 صفحات كبيرة القطع، وأصدرته دار الثقافة الجديدة بالقاهرة. ولجمال الدين تحقيقات لكتب تراثية منها "قصة أحمد باشا الجزار بين مصر والشام وحوادثه مع نابليون بونابرت" و"عجايب الآثار فى التراجم والأخبار" للمؤرخ المصرى عبد الرحمن الجبرتى و"تاريخ البطاركة.. من بدايات القرن الأول الميلادى حتى نهاية القرن العشرين من خلال مخطوطة تاريخ البطاركة لساويرس ابن المقفع"، وصدرت طبعته الجديدة فى عشرة مجلدات عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة. ويشرف جمال الدين على مطبوعة فصلية عنوانها (المصرى الليبرالى) تتبنى القيم الليبرالية والدولة المدنية. ويورد المؤلف فى السطور الأولى للمقدمة ما كتبه الأثرى الفرنسى جاستون ماسبيرو "أن مصر هى مصدر الحضارة وأم القوانين التى حكمت العالم.."، وكان ماسبيرو (1846-1916) يجيد العربية وتولى منصب مدير مصلحة الآثار المصرية، وأنشأ المعهد الفرنسى للآثار بالقاهرة، ويطلق اسمه على مبنى الإذاعة والتلفزيون بالعاصمة المصرية. ويسجل أن الرومان اتخذوا مصر "شاة حلوبا يريدون أن يستنزفوا مواردها ويمتصوا دمها... وكان العرب أيضا ينظرون إلى مصر وأهلها على أنهم خزانة لهم... وقد قامت خمس ثورات مصرية كبرى ضد الغزاة العرب" بين عامى 739 و779 ميلادية. ويرى جمال الدين أن أكبر تلك الثورات حدثت أيام خلافة المأمون العباسى، والتى سميت بثورة البشموريين فى الدلتا بشمال مصر، وشارك فيها المسلمون والمسيحيون، كما سجل ذلك المقريزى فى خططه قائلا إن نحو ثلاثة آلاف مصرى رحلهم المأمون إلى العراق "مات أغلبهم فى الطريق وما بقى منهم بيعوا كعبيد"، وكانت تلك آخر الثورات الكبرى منذ دخل العرب مصر. ويعد الكتاب وثيقة بتاريخ مقاومة المصريين للطغيان الخارجى أو المحلى معا.. فيقول المؤلف "كانت المقاومة المصرية القبطية دائمة لكل ما هو أجنبى ولم تقتصر على طغيان البطالمة وأباطرة الرومان بل وأيضا إلى مقاومة الغزو العربى والطغيان للحكام المسلمين. ولقد رفض أقباط مصر استعمار بيزنطة المسيحية بشدة، وكذلك كرهوا استعمار بيزنطة (إسطنبول) الإسلامية". وينقل جمال الدين عن المقريزى جوانب من فساد المماليك - وهم عبيد ترجع أصولهم إلى آسيا الوسطى وكان السلاطين يجلبونهم للقتال ثم أصبحوا حكاما على مصر والشام بين عامى 1250 و1517- قائلا إنهم كانوا ينهبون أموال المصريين لإنفاقها على ملذاتهم، كما افتعلوا "حوادث الفتنة الطائفية بين المصريين من أقباط ومسلمين من أجل زيادة نهب المصريين القبط والظهور بمظهر المسلمين الأتقياء الحريصين على الإسلام".
استعمار مصر
استعمار مصر (Colonising Egypt)، هو كتاب للعالم السياسي البريطاني ودارس العالم العربي تيموثي ميتشل، نشر ضمن مطبوعات جامعة كاليفورنيا عام 1991، ونشرته سينا للنشر والترجمة العربية عام 1998 وأعادت نشره دار مدارات للأبحاث والنشر عام 2013، ترجمة أحمد حسان و بشير السباعي، وقدمت مدارات للأبحاث والنشر الطبعة الجديدة بمقدمة ذات مستوى فكري رفيع تشتبك مع أفكار الكتاب وتقدم رؤى مختلفة، وهو الأمر الذي أثار جدلا واسع النطاق في مصر بعد نشرة مدارات الجديدة للكتاب.
الكتاب عبارة عن دراسة لعملية استعمار بريطانيا لمصر، ويتناول مصر في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر، لكنه يناقش أيضا أحداث فترات أسبق في ذلك القرن، ومن أجزاء أخرى من العالم العربي. ولا يشير إلى الاستعمار كمجرد واقع استعماري أوروپي، بل إلى تطور مناهج جديدة للسلطة السياسية، وبيين الكتاب أن هذه المناهج الاستعمارية هى جوهر كل سلطة سياسية حديثة، والكتاب تحليل لطبيعة هذا النوع الجديد من السلطة.
يتحدث الكتاب عن مصر من أواخر القرن التاسع عشر وحتى نهاية القرن العشرين بشكل يفيد كل الممارسين للتعليم الأكاديمي من حيث تطوير أساليب التحليل وآليات التفكير.
ويفحص الكتاب صنع الاقتصاد ومسائل أوسع من السياسة، ويلقي كذلك الضوء على السياق الاستعماري الذي نشأت فيه كثير من العلوم الاجتماعية والتطبيقية مثل الإحصاء والهندسة المدنية والإدارة والعلوم السياسية والاقتصاد.
يحاول ميتشل في فصل عن الملكية الفردية، أن يثبت خطأ قول المستشرقين أن الشرق ظهر به نمط الملكية الفردية وحاول التدليل على صحة كلامه بأن ظهور العزبة كنمط للعملية الزراعية لم يكن نتاج ظهور طبقة ملاك جديدة صغيرة، بقدر ما كان إلزاماً أو عقابا من الدولة للملاك الكبار، وحاول تأريخ تلك العلاقة الجديدة.
الترجمة العربية
قال مترجم الكتاب بشير السباعي أن العمل المترجم يضم أربع دراسات كتبت منذ عشرين عاما، وقد قام حينها بترجمتها للعربية، ونظرا لإرتباط مستشاري دور النشر بالأجهزة الأمنية في مصر، امتنعت احدى دور النشر الكبيرة عن نشر الدراسة التي كانت بعنوان "مصر الأمريكية"، ولم تبدي تفسيراً معقولاً. وتولت دار فلسطينية نشر الكتاب تحت عنوان "مصر في الخطاب الأمريكي" ودخل الكتاب مصر عبر موزع مصري يعمل مع تلك الدار الفلسطينية ولم يكن الكتاب محل ترحيب من جانب النظام السابق. يواصل المترجم: سلمت الكتاب بشكله الحالي بعد ثورة 25 يناير.
تاريخ مصر قبل الاحتلال البريطاني وبعده
تاريخ مصر قبل الاحتلال البريطاني وبعده" كما سماه معربه علي أحمد شكري، أو "كتاب خراب مصر" كما سماه مؤلفه المسيو تيودور روذستين..
الكتاب ترجمة: علي أحمد شكري، ويقع في 592 صفحة من القطع 17×24
يرصد هذا الكتاب تاريخ مصر قبل الاحتلال البريطاني، وما كانت عليه في ذلك الوقت من الاستبداد في عهد الخديوي إسماعيل، ويتدرج المؤلف إلى ذكر الفضائح الخاصة بالقروض التي عقدتها مصر، وكانت بداية الدين المصري الذي أدى إلى وقوع مصر في قبضة حملة الأسهم.
وقد بين الكتاب كيف تأسس صندوق الدين، وما نال البلاد في أوائل إنشائه من ضروب الإرهاق والعسف، وكيف تآمر رجال المال على خلع الخديوي إسماعيل.
ثم تدرج إلى تفصيل حوادث الثورة العرابية ووصفها أدق وصف، وأشار إلى دسائس رجال السياسة الأجنبية؛ مما كانت خاتمته مذبحة الإسكندرية، التي أقام المؤلف البرهان على أنها من تدبير أولئك الأجانب.
ثم أسهب في شرح ما تلا ذلك من الحوادث، وعرج على موقعة التل الكبير، التي انتهت بزحف الجيش البريطاني على القاهرة واستيلائه على مصر.
ثم خصص المؤلف جزءًا كبيرًا من الكتاب شرح فيه السياسة البريطانية منذ الاحتلال، وفصل أعمال لورد كرومر التي اختتمت بمأساة دنشواي.
ولم يشأ المؤلف أن يعتمد على الرواية فحسب؛ بل دعم أقواله بالمستندات والوثائق الرسمية، فجاء الكتاب من خير ما أخرج للناس عن تاريخ الاعتداء البريطاني على مصر.ونشرت جريدة التايمز في سياق مقال افتتاحي عن مؤلف الكتاب: "إن سمعة بريطانيا في الشرق لم تتأثر من شيء كما تأثرت من كتاب خراب مصر".
تصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية طبعة جديدة للكتاب 2013 في إطار تعميق وإطلاع الجيل الناشئ على تاريخ مصر وتعريفه به في أوقات ضعفه وقوته.
فهذه الكتب والأشخاص العباقرة قدلعبوا دورا هاما في مجال اثراء الأدب العربي في مواجهة البريطانين في أرض مصر العربية، واكتشفوا بعض الحقائق الطرية وراء مداخلاتهم في شؤون مصر.