طرق التدريس تشمل مجموعة متنوعة من الأساليب والتقنيات التي يستخدمها المعلم لنقل المعرفة وتعليم الطلاب. لتدريس اللغة العربية، يمكن استخدام مجموعة متنوعة من الطرق التعليمية التي تساعد الطلاب على فهم اللغة وتطوير مهاراتهم اللغوية. النظرية البنائية (Constructivism) في مجال التعليم تعتبر نهجًا فلسفيًا وتعليميًا يشدد على أن الطلاب يقومون ببناء معرفتهم الخاصة بناءً على التجارب السابقة والتفاعل مع البيئة التعليمية. تقوم هذه النظرية على فكرة أساسية تقول إن المعرفة ليست شيئًا يتم نقله إلى الطلاب بل يتم بناؤها داخل عقولهم بناءً على الخبرات والتفاعلات السابقة.
مالمراد بالبنائية ؟
المفهوم الرئيسي للنظرية البنائية هو أن الطلاب يقومون ببناء معرفتهم من خلال مجموعة من العمليات العقلية مثل الاستكشاف، والتفكير، والتجربة، والتفاعل مع المحتوى التعليمي والبيئة التعليمية بشكل عام. تعتمد هذه النظرية على الفكرة التي طُورت بواسطة جان بياجيه وأخرى أن الطلاب يعملون كبناة للمعرفة بدلاً من أن يكونوا مستقبلين للمعلومات.
بموجب النظرية البنائية، يُعتبر المعلم مساعدًا وموجهًا يقود عملية بناء المعرفة عن طريق توفير الفرص المناسبة للتفاعل والتجارب التعليمية. يشجع المعلم الطلاب على التفكير النقدي وحل المشكلات وتطبيق المفاهيم في سياقات جديدة.
أهمية البنائية في مجال التعليم والتعلم اللغة
1. التركيز على الفهم العميق: تعتبر النظرية البنائية أن الفهم العميق والدائم يتم بناءه من خلال تجارب الطلاب وتفاعلاتهم مع المحتوى التعليمي، وليس فقط بحفظ المعلومات بصورة سطحية.
2. التعلم النشط: يشجع النهج البنائي الطلاب على المشاركة الفعالة في عملية التعلم، مما يعني أنهم يتحملون مسؤولية بناء فهمهم الخاص من خلال البحث والتفكير والتجربة.
3. التعلم المشارك: يتم تشجيع التفاعل والتعاون بين الطلاب، حيث يمكن للتفاعل بين الأفراد أن يساعد في بناء المفاهيم وفهم المحتوى بطرق مختلفة.
4. توجيه المعلم: يلعب المعلم دورًا هامًا في دعم عملية بناء المعرفة، حيث يقدم التوجيه والدعم والتحفيز للطلاب لاستكشاف المواضيع وبناء فهمهم الخاص.
5. تكامل المعرفة السابقة: تعتمد النظرية البنائية على فكرة أن المعرفة السابقة للطلاب تؤثر على عملية تعلمهم الحالية، ويتم دمج هذه المعرفة السابقة في عملية بناء المعرفة الجديدة.
باختصار، تعتبر النظرية البنائية أساسًا لنهج تعليمي يشجع على المشاركة الفعالة وبناء الفهم من خلال التجارب والتفاعلات الفردية والجماعية.
طرائق تقليدية لتدريس اللغة العربية
تتضمن الطرائق التقليدية لتدريس اللغة العربية العديد من الأساليب التي تركز على التدريس المباشر ونقل المعرفة من المعلم إلى الطلاب بشكل أساسي. إليك بعض الطرائق التقليدية التي يمكن استخدامها:
1. التدريس القائم على المحاضرات: يقوم المعلم بشرح المفاهيم والقواعد النحوية والصرفية بشكل منهجي وترتيبي، ويتحدث الطلاب بصورة رئيسية باستماعهم وتسجيل الملاحظات.
2. التمارين الكتابية: يتم توزيع تمارين كتابية تركز على المفردات والقواعد النحوية والصرفية، حيث يقوم الطلاب بحل التمارين وتقديمها للتصحيح.
3. القراءة والتحليل النصي: يتم قراءة نصوص باللغة العربية وتحليلها من حيث المفردات والهياكل اللغوية والمعاني، مما يساعد في فهم النصوص بشكل أفضل.
4. التدريب على الاستماع والتحدث: يتم توفير فرص للطلاب للاستماع إلى اللغة العربية المنطوقة وممارسة التحدث بها من خلال المحادثات والنشاطات الشفوية.
5. استخدام الوسائط التعليمية التقليدية: يمكن استخدام الكتب الدراسية التقليدية والموارد المكتوبة والصوتية والمرئية كوسائل تعليمية لنقل المعرفة وتعزيز فهم الطلاب.
6. التقييم التقليدي: يتم استخدام الاختبارات والامتحانات التقليدية لتقييم مستوى فهم الطلاب للمفردات والقواعد والمهارات اللغوية الأخرى.
على الرغم من أن هذه الطرائق تعتبر تقليدية، إلا أنها لا تزال تستخدم بشكل واسع في بيئات التعليم اللغوي وقد تكون فعالة في بعض السياقات التعليمية، خاصة عندما تدمج مع أساليب تعليمية أخرى لتحقيق أهداف التعلم المحددة.
الصف التقليدي
• يبدأ بأجزاء وحتى الكل- تأكيداً على المهارات الأساسية.
• الالتزام الصارم بمناهج ثابتة.
• الكتب والمصنفات.
• المعلم يُرسل/ الطلبة يستقبلون.
• المعلم يفترض َسن التعليمات وبأنه صاحب سلطة.
• التقييم من خلال الاختبارات وتصحيح الإجابات.
• المعرفة جامدة.
• الطلاب يعملون بشكل فرديّ.
الصف البنائي
• لبدء بالكل-التوسع إلى الأجزاء.
• السعي وراء أسئلة الطلبة/واهتماماتهم.
• مصادر أساسية/مواد أجتُهد فيها.
• التعلم هو التفاعل-البناء على ما يمتلكه الطالب من معارف سابقة.
• المعلم يتفاعل/يتفاوض مع الطلبة.
• التقييم من خلال عمل الطالب وملاحظة أداءه، ووجهات نظره، والاختبارات. العملية لا تقل أهمية عن المنتج.
• المعرفة مرنة وديناميكية/تتغير مع التجربة.
• يعمل الطلاب من خلال مجموعات
أساليب تدريس المدخل البنائي
كما ترى النظرية البنائية أن المعلومات يبنيها الإنسان تتدرج قليلا فقليلا ثم يطورىا ويوسعها خلال سياق محدود. فالمعلومات ليست مجموعة من الوقائع أو المفاىيم أو القواعد الجاهزة و الثابتة كي يأخذىا الإنسان ويحفظها على ظهر قلبه، بل لابد الإنسان من أن يبني المعلومات ويفسرها عن طريق خبراته الحقيقة. ولذلك، كان المعلومات التي يبنيها الإنسان تتصف بصفة مؤقة وغير كاملة وتامة. وكلما امتحنت هذه المعرفة بخبرات جديدة ترسخت هذه المعرفة في ذهن الإنسان.
ويمكن تطبيق المدخل البنائي في صف الدراسة خلال خمس خطوات، وهي: (1) إحياءوتشجيع معرفة الطالب السابقة. ويتم ذلك عن طريقة الحوار والمناقشة وتبادل الآراء. لأن معرفة الطالبالسابقة أساسا لنجاحه في تعلم المعارف أو المعلومات الجديدة. فينبغي للمعلم أن يحي ويشجع معرفة الطالب السابقة قبل تزويده بمعلومات جديدة، (2) نيل المعرفة الجديدة، وذلك عن طريق تعلم مواد أو أشياء بصفة شاملة قبل الاهتمام بتفاصيل (3) فهم المعرفة. فينبغي للطالب أن يكتشف ويلاحظ المعرفة الجديدة ويمتحنها. وذلك عن طريق المناقشة وتبادل الآراء مع غيره (4) تطبيق المعرفة. ينبغي للمعلم أن يتيح الطالب فرصا كافية لتطبيق وتطوير معرفته، و (5) تقويم المعرفة. ينبغي تقويم مدى نجاح الطالب في فهم المعرفة.
أهم طرائق في تدريس اللغة العربية
طريقة الاستقرائية – Inductive Method
طريقة الاستقرائية ينتقل من الخاص إلى العام
سير التدريس من الجزء إلى الكل من الأمثلة إلى القاعدة العامة
يعرض المعلم الأمثلات على الطلاب وشرح المصطلحات
يشرح المعلم القاعدة العامة ويوضح كيفية استخدام القاعدة في الأمثلة
تكليف الطلاب لحل المشكلة وتطبيق القاعدة
طريقة استدلالية/قياسية/الاستنتاجية– Deductive Method
سير التدريس من الكل إلى الجزء من القاعدة العامة إلى الأمثلة
الخطوات
يعرض المعلم القاعدة العامة على الطلاب وشرح المصطلحات
يعطى المعلم عدة أمثلة متنوعة ويوضح كيفية استخدام القاعدة في الأمثلة
طريقة الإلقاء (المحاضرة) – Lecture Method
أقدم طرق التدريس
قيام المعلم بإلقاء المعلومات على التلاميذ
مزاياها
• تطبيقها سهلا جدا
• تطبيقها في ميادين مختلفة
• سرعة وقلة الوقت
عيوبها
• إجهاد وإرهاق المعلم
• ليس مشاركة للطلبة
• تؤدي إلى الملل
طريقة المناقشة – Discussion Method
• يشترك التلاميذ جميعا في المناقشة
• قيام المعلم بإدارة
مزاياها
• تشجيع الطلاب على احترام
• يؤدي إلى نموهم العقلي والمعرفي
• تجعل التلاميذ مركز في الدراسة
عيوبها
• وقت طويل
• اهتمام غير مرتبطة بالدرس
• التدخل الزائد من المعلم
طريقة القصة –Story Method
• تقديم المعلومات والحقائق بشكل قصصي
• واجب ليكون ارتباط مع الموضوع والقصة
• أن تكون القصة مرتبطة لسن التلاميذ
• أن تقدم القصة بأسلوب سهل وجذاب
طريقة حل المشكلات(Problem solving method)
النشاط أو الإجراءات التي يقوم بها المتعلم عند مواجهة المشكلة
تنمي قدرة على التفكير
تنمي مهارات استخدام المراجع العلمية
تحتاج إلى وقت طويل
طريقة المشروع (Project method)
• اخترعها جون دوي وكل باتريك على أصول pragmatism
• التلاميذ يقومون بتنفيذ المشروعات
• المشروعات الفردية والمشروعات الجماعية
• الربط بين المواد الدراسية للحياة اليومية
• التعامل الإجتماعي
• تحتاج الوقت والنفقات
• ليس ملائم لكل مواضيع
طريقة الترجمة (Translation method)
• يعلم المعلم بواسطة اللغة المحلية
• يفهم التلاميذ معاني التراكيب والقواعد في أيسر جهد
• لا يتدرب الطالب في اللغة
• لا يجد الطالب فرصة للاستماع والتكلم
• لا يفيد لاكتساب المقدرات
• تعرف باسم طريقة كلاسيكي
طريقة المباشرة (Direct method)
• طريقة التعليم اللغة باختلاق البيئة
• التركيز على تقديم الكلمات والعمل في بيئة اللغوية
• إمكانية التفكر في اللغة وقلة تدخل المحلية
• يجد الطالب فرصا كثيرة للاستماع والتكلم
طريقة الانتقائية
Selective method / Eclectic Approach
• يستخدم المعلم طريقته الانتقائية الممزوجة من طرائق تدريس متعددة
• يعمل المعلم على تكييفها لتناسب المتعلمين وتعمل على تحقيق أهداف الدرس
• جمع الطرق التي يستعمل الأستاذ لنيل المواد الدراسية
• تطبيق الطريقة الإنتقائية في تدريس اللغة العربية لترقية مهارة الكلام
طريقة تركيبية – structural Method
يتم تعليم الحروف الأبجدية قبل تكوين الكلمة
ولها ثلاث خطوات :
1. إعطاء الحروف
2. أصوات الحروف
3. تكوين الكلمات من الحروف
دور المعلم في اختيار طرق التدريس
اختيار طرق تدريس جيدة له أهمية كبيرة في تحقيق أهداف التعلم وتعزيز فعالية التعليم. إليك بعض الأسباب التي تجعل اختيار الطرق التدريسية المناسبة ذات أهمية كبيرة:
1. تلبية احتياجات الطلاب: يمكن لاختيار طرق تدريس مناسبة أن يلبي احتياجات وأساليب التعلم المختلفة للطلاب، مما يساعدهم على فهم المفاهيم بشكل أفضل وتحقيق نتائج أكثر إرضاءً.
2. تعزيز المشاركة والتفاعل: تساعد الطرق التدريسية المناسبة في تعزيز مشاركة الطلاب وتفاعلهم مع المحتوى التعليمي، مما يحفزهم على المشاركة الفعالة في عملية التعلم.
3. تعزيز الاهتمام والانخراط: عن طريق استخدام طرق تدريس مثيرة وملهمة، يمكن للمعلمين جذب انتباه الطلاب وزيادة انخراطهم في الدرس، مما يعزز فعالية التعلم.
4. تنمية مهارات التفكير والتحليل: يمكن لبعض الطرق التدريسية أن تساعد في تنمية مهارات الطلاب في التفكير النقدي وحل المشكلات وتطوير مهارات الاتصال.
5. تعزيز التعلم الذاتي والمستمر: عندما يتم اختيار الطرق التدريسية التي تشجع على التعلم الذاتي والاستقلالية، يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على قدرة الطلاب على مواصلة التعلم بعد الانتهاء من الدرس.
اختيار طرق تدريس جيدة يمكن أن يسهم في تحسين تجربة التعلم للطلاب وتحقيق أهداف التعلم بشكل أكثر فعالية ونجاحًا. يعتبر المعلم الشخص الذي يمتلك القدرة على اختيار وتنفيذ الطرق التدريسية المناسبة بناءً على احتياجات الطلاب وطبيعة المادة المدرسة، مما يسهم في تحقيق أهداف التعلم بشكل فعال وممتع.
الخاتمة
النظريات البنائية نظرية حديثة والآن نحن نتبع هذه القوانين في التدريس. وفيها إن الشخص يبني معلوماته متأثرا بالبيئة المحيطة والمجتمع واللغة. وأيضا هذه النظرية متركز على المتعلم ومتركز على العمليات وليس المتعلم خالي الذهن. التعليم يجري بالأعمال والتفاعل. ودور المعلم صديق وميسر.
وباستخدام هذه الطرائق يمكن للمدرسين أن يتحول تدريسهم إلى طريق جذاب وفعال . هذا سبب للعلو مستوى الدارسين والمدرسين.
المصادر والمراجع
• الخولي، محمد علي ، 2000 ، الغختبارات اللغوية ، الأردن الفلاح
• الخولي ، محمد علي / 1976 ، أساليب التدريس اللغة العربية ، الرياض ، المملكة العربية
• العربي، صلاح عبد المجيد ، 1981 . تعلم اللغات الحية وتعليمها بين النظرية والتطبيق ، الرياض : مكتبة لبنان
• عبد الناصر ، 2013. منهج التدريس العصري ، مكتبت عربنت ، كاليكوت
• محمد أنيس ، 2022. المهارة : منهد التدريس اللغة العربية ، مكتبة الهدى، كاليكوت
• محمد أنيس ، 2021 ، السقالة : منهد التدريس اللغة العربية لطلبة البكالوريوس في التعليم والتربية ، مكتبة الهدى ، كاليكوت