"واليوم ماذا نريد نحن المغربة من الفرنسيين؟" قالوا :نريد منهم أن يخرجوا. اليوم تنتهي عقدة الحماية".
شبت نار الاستعمار في بلاد المغرب منذ قرون طويلة، وعندما نلاحظ عن تاريخ الأدب المغربي قبل الاستقلال نجد الأدب في حال خطير. وفي قرن العشرين أيضا كان الأدب بطيئا في مسيرته. يرى النقاد والباحثون سببها الاستعمار ولكن الأدباء لم يحاولوا لكفاح باستخدام الأقلام.بعد فترة الاستقلال بدأ الأدب العربي جريانه إلى تطور ملحوظ في كافة الأنواع الأدبية خصوصا في الروايات والقصص. كان الروائي محمد شكري من أهم الشخصيات الذين ساهموا في مجال الرواية. هو أديب مغربي لم يتعلم القراءة والكتابة إلا في نهاية عقده الثاني، ثم بنى مجده الأدبي برواية "الخبز الحافي" بتعبير واضح وصادق بامتزاج حياته الحقيقة. انعكس في هذه الرواية ما عاشه في طفولته من البؤس والفقر والتهميش. طبعت هذه الرواية بنفقته الخاصة ومنعت الحكومة إدخال الرواية إلى البلد بسبب انتشارها الحقائق عارية بصورة عارية.
نبذة عن الروائي محمد شكري
ولد محمد شكري عام 1935م في منطقة آيت شيكر في إقليم الناظور شمال المغرب. وعاش طفولة صعبة وقاسية في قريته، ثم نزح مع أسرته الفقيرة إلى مدينة طنجة 1942م. عمل وهو دون العاشرة في مقهى، ثم عمل حمالا وبائع جرائد وسجائر مهربة وماسح أحذية، وعاش في دروب طنجة حياة التشرد والانحراف. انتقلت أسرته إلى مدينة تطوان لكنه عاد وحده إلى طنجة. لم يتعلم محمد شكري القراءة والكتابة إلا في سن العشرين، حيث قرر عام 1955 توديع عالم التشرد والتسكع والتهريب ودخول المدرسة في مدينة العرائش إلى أن تخرج. اشتغل بعد تخرجه في سلك التعليم إلى أن حصل على تقاعد نسبي وتفرغ للكتابة، كما عمل في المجال الإذاعي عبر برامج ثقافية كان يعدها ويقدمها في إذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية (ميدي1) في طنجة.
بدأ شكري رحلته في عالم الكتابة عام 1966 بنشر قصته الأولى "العنف على الشاطئ" في مجلة الآداب اللبنانية، وانضم لاتحاد كتاب المغرب في فبراير/شباط 1973. توقف عن الكتابة مدة طويلة رأى فيها أن الحلم الاجتماعي المدني أو القومية العربية حلم ثقيل على المجتمع والناس والأطفال. توزع إنتاجه الأدبي بين الرواية والقصة القصيرة والمسرحية، وترجمت كتاباته إلى مختلف لغات العالم، وحولت رواية "الخبز الحافي" إلى عمل سينمائي. من أعماله: "مجنون الورد" و"الخبز الحافي" (1982)، و"السوق الداخلي" (1985)، ومجموعة "الخيمة" القصصية (1985)، و"مذكرات مع تينيسي وليامز في طنجة".
الروايات المغربية وكيفية تصوير الأزمات في المجتمع المغربي
الواقع أن معظم الروايات المغربية، وعلى الخصوص روايات البدايات، هي روايات سير ذاتية بشكل أو بآخر. منذ نهاية الخمسينات قد دخلت الرواية المغربية إلى مرحلة الواقعية وامتدت حتى منتصف السبعينات تقريبا وفي هذه الفترة شهدت الرواية المغربية تغيرات كثيرة في مجال السياسية وبالتالي في الواقعية الاجتماعية في المغرب، وذا بدأ جيل هذه الفترة من الروائيين أن يعكس في رواياتهم معاناة المجتمع المغربي "كما يعكس ذلك بجلاء أعمال كل من محمد زفزاف، عبد الكريم غلاب، مبارك ربيع، ومحمد شكري. توجه الكتاب الجدد إلى موضوعات مجتمعهم الجديد، واستأثرت قضايا مرحلتهم التاريخية باهتمامهم، فعبروا عن فكر الطبقة الشعبية وأيديولجيتها، وصوروا الجهل والفقر والمرض والتخلف والفساد، كما رصدوا مظاهر التجديد في الحياة الاجتماعية وآزروها."
الروايات الشطاريات والروايات البوليسيات وهما أهم أنواع الرواية في ساحة الأدب المغربي. يعتبر محمد شكري رائد الروايات الشطارية. الروايات المغربية تحكي المغامرات اللصوصية والجنسية التي شاعت في المجتمع المغربي. الأدباء مثل محمد شكري، ومحمد زفزاف، ومحمد برادة، وعبد الكريم الغلاب، والتهامي الوازني، وعبد المجيد بنجلون، وإسماعيل البوعاني، ومحمد بن التهامي، وعبد البكري السباعي، وعبد الله عصام، وعبد الله العمراني، وعبد الله العروي، ومبارك ربيع، ومحمد سعيد الركراكي، وسعيد علوشربيع مبارك، ومحمد عز الدين التازي وغيرهم حاولوا لتصوير جوانب الحياة في المغرب برواياتهم الثمينة.
رواية "الخبز الحافي" محاولة لانكسار التابوهات الأدبية
الخبز الحافي هو الجزء الأول من سيرة محمد شكري الذاتية التي استغرقت ثلاثة من أهم أعماله، فبالإضافة إلى هذا الكتاب هناك كتاب زمن الأخطاء وكتاب وجوه. انعكست في هذه الرواية شخصيته المشاكسة المسحوقة المندفعة المجنونة المتمردة، ورفض الربط بين الأيديولوجيا والأدب. يحاول بهذا الكتاب للخروج على المحرمات التي ظلت خطا أحمر عند العديد من الأدباء العرب، حيث قال مرة عن نفسه "أنا لست ثوريا… أنا كاتب متمرد وملعون عاش في الشارع".
في رواية ينقل محمد شكري تفاصيل حياته بكل دقة فيتحدث عن سنوات الجوع والفقر والهجرة إلى المدينة عن فقدانه لخاله بسبب المجاعة وكذلك أخيه الذي مثل موته منعرجا هاما في حياته خاصة وأن شكري يقول في رواية أن أباه هو الذي قام بقتل أخيه في لحظة غضب وهنا يكشف الكاتب عن جانب مظلم من حياته وعلاقته بأبيه هذه العلاقة الغير طبيعة التي من المفروض أن تكون بين أب وابنه حيث يعبر محمد شكري في رواية عن مدى كرهه لأبيه الذي كان يراه وحشًا وشخصا عاطلا ولا يصلح لأي عمل ويصل حد الكراهية درجة تمنيه الموت له هذه العلاقة الغير مألوفة بين الأب وابنه والتي ترجمها محمد شكري نصا أدبيا رهيبا في شكله مربكا في معانيه شكلاً منعرجًا كبيرًا في كتابته شدة أليه النقاد الذي عكفوا على دراسة هذه ليسوا هم وحدهم بل حتى الباحثين في علم النفس.
في الجزء الأهم من روايته يتحدث محمد شكري عن طفولته الرمادية التي عاشها يتصارع مع قطط المزابل من أجل الفوز بحاوية قمامة جيدة يجد فيها ما يشبع جوعه يقول معبرًا عن قيمة الطعم في زمن الجوع والخصاصة "في زمن الجوع لا يوجد خبز سيء" هذه الطفولة التعيسة التي عاشها متشردا بين أزقة مدينة "طنجة" التي عاشقها عشقا جاوز الخيال فهي التي نحتت شخصيته وعمل فيها بائع خضروات في السوق وصانعا في أحدى المقاهي أين تعلم في سن مبكرة تدخين "الكيف" وهو نوع من المخدرات المحلية وشرب الخمر ثم تحول بعد ذلك لعامل في مصنع لطوب ونهاية يحترف السرقة في محطات القطار والأسواق الأسبوعية رفقة مجموعة من الصعاليك الذين يحكمون تحت زعامته الأزقة الخلفية المظلمة ويخضون المعارك الحاسمة من أجل فرض سيطرة. يذكر محمد شكري براعته في خوض المعارك مع خصومه وبراعته في استخدامه لشفرات الحلاق حتى أنه يذكر أنه في أحد معارك قام باستعمالها ضد خصمه وخرب له وجه تارك له ندب استمر معه لبقية حياته.
أثار هذا العمل ضجة ومنع في معظم الدول العربية إذ اعتبره منتقدوه جريئا بشكل لا يوافق تقاليد المجتمعات العربية. لا يزال الكتاب ممنوعا أو شبه ممنوع في أكثر الدول العربية.
خلاصة رواية "الخبز الحافي"
جاء شكري من عائلة بربرية فقيرة. عندما كان صغيرا جدا، سارت الأسرة إلى طنجة، وبقي لعدة سنوات مع والديه، على الرغم من أن والده يسيء إلى شكري وشقيقه ووالدتهما. في بعض الأحيان كانت الإساءة شديدة - فقد قتل والده شقيقه الذي كان في ذلك الوقت مريضًا، وظل محمد يعيش في الشوارع لبعض الوقت.كانت حياته عندما كان صغيرًا صعبة. لم يكن هناك تعليم متاح له. أقامه والده في وظائف وتقاضى أجره مباشرة وكان يضربه بانتظام. سجن والده لفترة وعاش محمد مع والدته وساعدها في بيع الخضار في السوق، لكن عندما عاد والده استمر الضرب. يقضي بعض الوقت في وهران والجزائر، لكن يبدو أنه عاد دائمًا إلى طنجة وإلى قبضة والده.
يرسم في هذا الكتاب حياته المبكرة حتى يبلغ من العمر 20 عامًا تقريبًا. تجربته كشحاذ أو لص أو مهرب أو بائع خضروات أو تاجر تظهر جانبا حقيقيا من حياة المحرومين في المغرب. إنه مكتوب ببساطة ولكنه قوي. يتشارك شكري في نشأته الوحشية، ولكن بصراحة وحشية، وفقر الحياة اليومية، وتجاربه (خاصة مع الجنس) ومعاركه والعنف السائد في حياته اليومية. مع انتهاء هذا الكتاب يتحول شكري لنفسه إلى كاتبً وإلى تعلم القراءة والكتابة. أصبح فيما بعد مدرسًا وكاتبًا.
الزمان والمكان وشخصيات الرواية
في رواية "الخبز الحافي" توضحت الحقبة الزمنية مع مرور الأحداث، وكان تغير المكان هو العنصر الأهم الذي لعب دورًا أساسيًا في سير الأحداث، إذ بدأت الرواية عندما حلّت المجاعة على الشعب أثناء الحرب العالمية الثانية في ريف المغرب العربي، أي عندما كانت طنجة تحت حماية الانتداب الإسباني في الفترة بين عام 1940م، وعام 1945م، فدفع ذلك محمد شكري وعائلته نحو الهجرة إلى طنجة طلبًا للقمة العيش، لكن دون فائدة. بدأ يصف لنا الراوي محمد شكري معاناته في مواجهة العالم الخارجي، عندما كان يحاول توفير لقمة عيشه وهو طفل صغير، فعمل نادلًا، ثم عمل بصنع الفخار في معمل وما إلى ذلك من أعمال شاقة، وبعد ذلك العناء كان والده يستحوذ على كل ما كان يجنيه محمد من أجر حتى وإن كان مبلغاً زهيداً من المال، وتدرج في الرواية ليخبرنا عن تجاربه الأولى في تعاطي الممنوعات وشرب الخمر وغيره. نظرًا لما قاساه محمد في حياته مع أسرته، فاضطر للذهاب إلى وهران ليستقر عند خالته، إذ عمل خادمًا عند إحدى العائلات الأجنبية، لكنه لم يتحمل طويلًا وعاد إلى طنجة مجددًا، وأثناء عودته وجد نفسه مشردًا مرة أخرى فدفعه ذلك للالتجاء إلى المقابر كي لا يتعرض للاغتصاب والاعتداء وربما القتل، ثم انضم لمنظمات تهريبية ساقته للسجن في النهاية لينال عقابه.
المكان عند محمد شكري( سجن الوطن ولا حرية المنفى) هكذا يصرخ الشوق في جسد محمد شكري إلى المكان إلى العلاقة الجذرية بالوطن من الساحات والاحياء وأزقتها الاسنة والحانات المشبعة برائحة القيئ، المواخير والمقاهي والبساتين الخضراء. وأنه يعرف مقابر الوطن المزروعة بالريحان ويعرف أيضا عطور البغايا وأجمل بساتين وهران ويغور الوطن عميقا في روح الكاتب ويستفز ذاكرته بالحاح، يدخل وطنه عبر بساتين الحشيشة وغيرها .وكذلك ممكن أن نرى مشكلة عدم معرفة الكتابة والقراءة مع تعبير صادق في هذه الرواية. بدأ محمد يشعر بالنقص أمام المتعلم يدفعه هذا الى ابراز عضلاته أمام قدرة المتعلم ، رغبته كبيرة لتعلم القراءة والكتابة وخاصة بعد ظهور الجمعيات السياسية . يخاطب احد المتعلمين قائلا " أنا امي جاهل لكنك كذاب ، افضل أن اكون اميا وجاهلا من اكون كذابا مثلك " ينتهى الجزء الاول من سيرة محمد شكري الذاتية الروائية يتبعه بالجزء الثاني " الشطار ", ثم يتبعه جزء ثالث زمن" الاخطاء.
عندما كانت مدينة طنجة المغربية تحت حماية الانتداب الإسباني بين الأعوام 1940 و1945، أي خلال الحرب العالمية الثانية، وتحديدا بعدما استولى الجنرال فرانكو على الحكم في إسبانيا، رجع رجل مغربي إلى طنجة ومعه زوجته وابنان، هو في الحقيقة جندي من جيش فرانكو. نزح هذا الجندي إلى طنجة بسبب أنها كانت ترتع بالأجانب والجواسيس والعسكر.وفي الرواية شخصيات مثل الابن الأوّل يدعى عبد القادر، أما الابن الثاني فقد كان أميا وليس له أي معرفة في القراءة أو الكتابة، لكنّه في سنّ العشرين بدأ يتعلّم القراءة والكتابة بعد أن أمضى سنوات في التنقّل من عمل إلى عمل، فكان نادلا وبائع جرائد وماسح أحذية…
استهل شكري روايته بذكر خاله، فقال ".. أبكي ذكرى خالي.."، ثم توالى ظهور الشخصيات الرئيسية فقال الراوي "... أمي تقول لي بين لحظة وأخرى.. أسكت سنهاجر إلى طنجة... أخي عبد القادر.. لا يبكي تقول أمي... دخل أبى، وجدني أبكي على الخبز أخذ يركلني ويلكمني..." .
فظهر بذلك عدة شخصيات ومنها الخال، والأم، والأخ، والأب، والراوي في صفحة واحدة فقط من الرواية، وبعد ذلك دخل الأخ "عاشور" ثم تلاه ظهور الصديق "التفرستي"، فقدم شكري بذلك جميع الشخصيات الأساسية في الخبز الحافي، وكان الصوت الطاغي على الحوارات هو صوت الراوي.
فنمكن تلخيص الشخصيات الرئيسية في الرواية بالأسماء الآتية:
• محمد شكري هو بطل الرواية والراوي، الذي يعيش الفقر، والتخبط في حياته.
• الأب "سي حدو علال شكري" هو شخصية قاسية جدًا، عنّف محمد شكري في طفولته، وضرب ابنه الآخر ضربًا مبرحًا حتى فارق الحياة.
• الأم "سيدا ميمونة" هي شخصية ضعيفة ليس لها رأي، فقط تسايير زوجها في إجرامه ولا تقوى على منعه.
القضايا المعالجة في الرواية
يمكن أن نرى في بداية الرواية أقوال محمد شكري وهو يقول: حين يشتد عليّ الجوع أخرج إلى حيّ "عين قيطوط". أفتش في المزابل عن بقايا ما يؤكل، وجدت طفلا يقتات من المزابل مثلي. في رأسه وأطرافه بثور. حافي القدمين وثيابه مثقوبة. ومن هذه الأقوال بالجدير الذكر أن المجتمع المغربي يعانون بشدة الفقر والجوع. وهناك وجدت قياسا بين مستوى حياة المسلمين والنصارى في الرواية باستخدام المحاورة التي جرت من قبل الكاتب مع ولد في طفولته. وكذلك تعلن هذه الرواية الوحش وعد الثقافة السليمة بشخصية والد شكري، يقول شكري: "والدي يقتل أخي ثم يبكيه"
عندما نسير مع حوادث الرواية نجد معالجة كاتب محمد شكري القضايا المتنوعة وهموم الإنسان العادي في روايته، وهي تكشف مه جهة عن عيوب اجتماعية متفشية بلغة إبداعية تنقل الواقع إلى عالم الخيال والجمال. الخبز الحافي رحلة عبر الزمن تذهب بك إلى عمق النسيج المجتمعي لتقدم لك عينة مجهرية عن مخلفات الاحتلال الإسباني لطنجة وتطوان الذي كانت هذه المدن ترزح تحته؛ فهذا الدمار الذي ما زالت مخلفاته الباطنية تفتت أعماق المجتمعات التي زارتها الحرب بدون استثناء وبصفة خاصة دول العالم الثالث، هذه الدول التي ما زالت تعاني من مخلفات الحرب إلى اليوم ولم تشفَ من جرح الماضي رغم ما يبدو على بعضها من التعافي الذي يخفي تحت جلده سرطانات التفقير والتهميش وسرقة الموارد الباطنية وتهجير الأدمغة الموروث الثقافي والمجتمعي. كل هذا وأكثر تنقله الرواية وتقدمه بطريقة تشريحية من خلال نموذج المواطن "محمد شكري" الذي يقف بين صفحات الكتاب ليقول بصوت واضح وعالٍ "سجن الوطن ولا حرية المنفى".
وبالجملة رواية شكري تؤرخ لحالة البؤس والتهميش التي عاشتها شرائح عريضة من مغاربة ما قبل منتصف القرن الماضي، فيما «تقدم مغرب القاع الاجتماعي، مغرب المنبوذين والفقراء والأشقياء، مغرب كل تلك الشخصيات البسيطة التي يحولها الكاتب إلى كائنات ترفل في المطلق الإنساني، وترفض الحشمة الزائفة. وبالإضافة يصور الكاتب القضايا السائدة في المجتمع المغربي مثل الاضطهاد والاستغلال وقضية انتشار الرشوة ونمط حياة الأطفال المهمشة والتفسح والانحلال الخلقي ووضعية المرأة في المجتمع وتحديد النسل خوفا من إعطاء الرزق للولد وغيرها.
الخاتمة
قد صور الكاتب محمد شكري في روايته "الخبز الحافي" صورة حقيقية للمجتمع المغربي بأخذ كافة نواحي حياته نموذجا. هذه الرواية منعت في كل بلدان العرب بتوضيح الجنس بشكل عار. وهذه الرواية تندرج تحت ما يسمى بأدب الشُطّار؛ أي الحرافيش والمهمَّشين، تمثّل صداماً حاداً مع التقاليد العربية، فهي جريئة في مخاطبة السماء، وتحدّي سلطة الأب، وطرح الجنس كموضوع، وهي أمور لم تألفها الرواية العربية، ويمكن القول إنّ "الخبز الحافي" تعد وثيقة اجتماعية شديدة الأهمية تعكس حالة المغرب أثناء الاحتلال وبعده.
المصادر والمراجع
1. محمد شكري، الخبز الحافي ،منشورات دار الساقي، لندن،ط 11 ، 2009
2. أحمد المديني،الأدب المغربي الحديث،دار الحرية للطباعة،بغداد،1983
3. د. شوقي ضيف،تاريخ الأدب العربي،عصر الدول والإمارات-الجزائر والمغرب الأقصى- موريتانيا-السودان،دار المعارف،القاهرة،الطبعة الأولى،1995
4. زكية بن خدير،محمد شكري ولعنة خيز الحافي،مقالة منشورة في موقع هاشتاغ المغرب كما هو،في 08/02/2020
5. عبد العالي بو طيب، الرواية المغربية ورهاناتها مقالة منشورة في مجلة العالم الفكر، المجلد الثامن والعشرين،
6. فريد الزاهي، مفارقات محمد شكري: بين الفضائحية والطّهرانية (مقالة منشورة في موقع ضفة الثالثة في 17/05/2018)
7. جميل فتحي الغمامي ، كيف دافعت رواية الخبز الحافي عن نفسها (مقالة نشرت في الموقع الجزيرة (15/08/2018)
8. المبروك لزعر، رواية خبز الحافي .. أن تكتب بالرصاص (مقالة منشورة في الجزيرة 31/05/2018 )