الترجمة بمثابة جسر بين اللغتين والثقافتين ينتقل من خلالها كل ما يحتاج إليه الإنسان في تطوير لغته وثقافته وحضارته من العلم والتجربة، وكنوز الأدب والحكمة. الترجمة فن مهم في مجال العلم والأدب والثقافة، ولها دور أساسي في نقل الأفكار والثروة الحضارية من أمة إلى أخرى. وما زالت عملية الترجمة متحركة بين الشعوب والأمم. وهم يستفيدون من خلالها بتجارب بعضهم بعضا. ونجد أن علماء اللغة العربية الهنود أيضا أسهموا في هذا المجال ونقلوا نصوصا علمية وأدبية من اللغة العربية إلى غيرها وبالعكس.
ويمكن أن نقول إن هناك عدة دوافع في هذا المجال، تدفع المترجمين إلى الترجمة؛ منها دافع ديني، ودافع علمي وأدبي، ومنها دافع خدمة الحضارة والوطن وما إلى ذلك. عندما نستعرض أعمال الهنود الأكاديمية في مجال الترجمة نجد عدة مؤلفات حول السيرة النبوية والأحاديث النبوية ترجمها الهنود بالدافع الديني بجانب تأليف كتب كثيرة حولها في لغاتهم المحلية. وكذلك أسهموا بترجماتهم في مجال الأدب والحضارة فنقدم هنا بعض إسهاماتهم في هذا المجال. يشتمل هذا البحث على مقدمة ومحورين وخاتمة. يقدم المحور الأول ترجمات عدة مؤلفات حول السيرة النبوية والأحاديث النبوية والفقه. ويتعرض المحور الثاني لترجمة مؤلفات تتعلق بالأدب والحضارة. وفي النهاية الخاتمة ونتائج البحث والمقترحات.
ترجمة مؤلفات حول السيرة النبوية والأحاديث النبوية والفقه
السيرة النبوية للعلامة الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي (1333-1420ه/1914-1999م)، ترجمه الشيخ محمد الحسني إلى اللغة الأوردية بعنوان "نبى رحمت".
هذا الكتاب من المؤلفات الجامعة الشاملة لموضوع السيرة النبوية. استهله المؤلف باستعراض العصر الجاهلي، فألقى نظرة إجمالية على الوضع الديني في القرن السادس المسيحي، وقدم إطلالة على البلاد والأمم، وخص بالذكر إمبراطوريتي قيصر وكسرى في الفارس والروم بالإضافة إلى الهند، والجزيرة العربية، وأوربا. كما قدم دراسة واسعة حول وضع العرب قبل البعثة. وبالتالي يتحدث الكتاب عن وضع مكة المكرمة في زمن البعثة، ونشأتها بجانب تنظيم الحياة وتوزيع المناصب والمسؤوليات، والنشاط التجاري وحركة التصدير والاستيراد، والحالة الاقتصادية والعملة والمكاييل، وما يشتغل به أثرياء قريش ومترفوها، وما كانت الصناعات والثقافة والآداب في مكة، وكيفية القوة الحربية لديهم، وكون مكة المكرمة كبرى مدن الجزيرة وعاصمتها الروحية والاجتماعية.
وعقب هذا الاستعراض يبدأ المؤلف صلب الموضوع وهو حياة النبي صلى الله عليه وسلم فيلقي ضوءاً كافياً عليها من الولادة الكريمة إلى البعثة العظيمة، ويتحدث عن نسبه الزكي، وبعض حوادث تبدو منها التربية الإلهية له، كما يتناول جوانب مهمة من حياته، ويصوّر الأحداث والوقائع تصويراً رائعاً، ويناقش تأثير بعثته في العالم الإنساني، ويركّز على الحالة الدينية والمكانة الاجتماعية، والحالة الاقتصادية والحضارية، التي أنشأت وضعاً معقّداً واجهه رسولنا الكريم في مدينة يثرب. وبالتالي يسهب المؤلف في استعراض الغزوات والحوادث المهمّة كما يعرض تفاصيل البيئة التي توفي فيها النبي صلى الله عليه وسلم. وفي نهاية الكتاب عقد المؤلف باباً بعنوان "أزواجه أمهات المؤمنين" وناقش موضوع تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وبين الحكم والمصالح وراء ذلك. تنتهي الترجمة الأوردية لهذا الكتاب بباب ذكر فيه المؤلف الأخلاق والشمائل النبوية.
نالت الترجمة الأوردية لهذا الكتاب قبولاً حسناً في الأوساط العلمية والدينية حتى نشرت له طبعات كثيرة، فوجدت طبعته الرابعة عشرة التي نشرت من "مجلس تحقيقات ونشريات اسلام" لكنؤ، عام1434ه/2013م، وتقع في حدود 472 صفحة. وهي تدل على ما يتسم به مؤلف الكتاب ومترجمه من الأدب، وسعة المعلومات، والعلاقة الوطيدة بالسيرة النبوية وصاحبها. وقد لقي الكتاب عناية بالغة من القراء والمعنيين بالموضوع، ورجال التربية والمؤسسات العلمية، فنقل إلى عدة لغات بما فيها الأوردية والهندية والإنكليزية والتركية والإندونيسية.
أما المترجم فهو الشيخ محمد الحسني (1354-1399هـ/1935-1979م) مؤسس مجلة "البعث الإسلامي" الصادرة عن ندوة العلماء بلكنؤ، ومن كبار أدباء اللغة العربية الهنود. لقد نشرت عدة مجموعات من مقالاته العربية بما فيها "مع الحقيقة"، و"أضواء على الطريق"، و"الإسلام الممتحن"، و"المنهج الإسلامي السليم"، بالإضافة إلى مؤلفات باللغة الأوردية وأعمال الترجمة من اللغة العربية وإليها.
الرسالة المحمّدية: هذا الكتاب باللغة الأوردية للعلامة السيد سليمان الندوي، وعنوانه "خطبات مدراس". قام بتعريبه الأستاذ محمد ناظم النّدوي بعنوان "الرسالة المحمّدية".
يشتمل الكتاب على ثماني محاضرات ألقاها العلامة الندوي باللغة الأوردية تلبية لدعوة من هيئة التعليم الإسلامي في مدينة مداراس (تشناي) عام1925م. تحيط هذه المحاضرات بجوانب السيرة النبوية المختلفة، وتقدّم إلى القارئ عصارة أمهات الكتب حول هذا الموضوع وما كتب فيه باللّغات الأجنبية، وخلاصة لمجلّدات ضخمة لكتابه "سيرة النبي صلّى الله عليه وسلم". وعلى حد تعبير العلّامة السيد أبي الحسن علي الحسني الندوي إنه من أقوى الكتب في السّيرة وأروعها في جمال التعبير، وبثّ حلاوة الإيمان، وتوثيق الصلة بذات النّبيّ صلّى الله عليه وسلم، والكتاب عصارة لمكتبة كاملة في السيرة النبوية، وهي هدية ثمينة لغير المسلمين والمثقفين المسلمين، والباحثين عن الحق للتعريف بالإسلام، ولعرض سيرة النبي صلّى الله عليه وسلم بإيجاز، وأسلوب مقنع مؤثّر. وقد نشرت مجموعة هذه المحاضرات للمرة الأولى عام 1925 م باسم "خطبات مداراس" في كتاب مستقلّ، ونال تلقيا كبيرا، وإقبالا عظيما لدى القراء، حتى صدرت له عدّة طبعات في مدّة قصيرة، وسرعان ما صار الكتاب أهمّ مرجع في السيرة النبوية باللغة الأوردية، وتمت ترجمته إلى الإنكليزية باسم Mohammad The Ideal Prophet فتلقى إعجابا كبييراً كالسابق. فأراد العلامة المؤلف نقله إلى العربية لرغبة ملحة من الإخوة العرب، لكن كثرة المشاغل وضعف الصحة لم يسمحا له بذلك، فتولّى عملية ترجمته إلى العربية تلميذه الشاعر الأديب محمد ناظم النّدوي.
أسلوب المترجم في هذا الكتاب أسلوب عربيّ بحيث لا يشعر القارئ بأنه يقرأ كتاباً مترجماً من لغة إلى لغة، فصدرت له عدة طبعات في مصر وسورية، ولكن هذه الترجمة كانت في حاجة إلى التنقيح والتحقيق وبعض التعليقات والتراجم التي لا بدّ منها، فقام بكلّ ذلك الأستاذ سيد عبد الماجد الغوري. ونشرت دار ابن كثير بدمشق طبعته الأولى في عام1423هـ.
أما المترجم فهو الشيخ محمد ناظم الندوي (1333-1421ه/1913-2000م) من أهالي ولاية بيهار، تخرج في دارالعلوم لندوة العلماء، لكنؤ، ومن زملائه البارزين الشيخ أبوالحسن علي الحسني الندوي، والأستاذ مسعود عالم الندوي، نهلوا جميعاً من الشيخ الدكتور تقي الدين الهلالي المراكشي، وبرزوا في مجال اللغة العربية وآدابها. عمل الشيخ مدرّساً في الجامعة الإسلامية بدابهيل بولاية كجرات، وفي جامعة ندوة العلماء، رئيساً للجامعة العباسية في بهاولفور بباكستان، ومدرّساً في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة لمدة قصيرة. وفي النهاية أصبح نائب رئيس لمجمع البحوث الإسلامي بمدينة كراتشي. خلف الأستاذ وراءه ثروة علمية منها "باقة الأزهار" وهو مجموعة شعره ونثره باللغة العربية، و"النظام الاقتصادي للإسلام" وهو ترجمة عربية لكتاب "اسلام كا اقتصادي نظام" للعلامة أبي الأعلى المودودي.
تهذيب الأخلاق: ألّفه العلامة الشريف عبد الحي الحسني (1286-1341ه/ 1869-1923م)، وترجمه إلى اللغة الأوردية الشيخ شمس الحق الندوي بعنوان "حديث نبوى".
هذا الكتاب مجموعة من الأحاديث النبوية المنتخبة من الكتب الصحاح الستة بحذف الأسانيد الواردة فيها، وسمّاه المؤلف "تلخيص الأخبار" ولكنه لم ير نور الطبع في حياته فنشره نجله الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي بعنوان "تهذيب الأخلاق" لأنّه يحتوي على عدد كبير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الخاصة بموضوع تزكية النفوس وفضائل الأعمال والأخلاق كما صرّح به الشيخ في مقدمته في بداية الكتاب، وهي تستغرق خمس عشرة صفحة، وقد ألقى الشيخ فيها ضوءا على ضرورة هذا الكتاب بالإضافة إلى استعراض تاريخ مؤلفات أمثاله. وبالإضافة إلى ذلك نجد بقلمه ترجمة المؤلف في عشر صفحات. كما نجد مقدمة المؤلف في صفحتين. نشر الكتاب من المكتب الإسلامي ببيروت سنة 1394ه.
ترجمة هذا الكتاب بعنوان "حديث نبوي" نشرت في حلقات متتالية في مجلة "تعمير حيات" الأوردية الصادرة عن جامعة ندوة العلماء لكنؤ، وبعد مدة جاءت في صورة كتاب مستقل، ونشرت طبعته الأولى من "محمد الحسني ٹرسٹ"، دائرہ شاہ علم الله، راي بريلي، ١٤٢٢ه/٢٠٠١م. وجدت الطبعة السادسة لترجمة هذا الكتاب التي نشرت من "محمد الحسني ٹرسٹ" عام1436ه/2015م، وهي تقع في حدود 264صفحة. وقد اعتنى بهذا الكتاب الشيخ أبو سحبان روح القدس الندوي أستاذ الحديث بجامعة ندوة العلماء، وشرحه باللغة العربية بعنوان " روائع الأعلاق " وقد جاء فيه شرح الكلمات العويصة، وترجمة رواة الحديث المذكورين في هذا الكتاب.
أما المترجم فهو الشيخ شمس الحق الندوي مدير مجلة "تعمير حيات" الأوردية الصادرة عن ندوة العلماء لكنؤ، ومن كبار أساتذة جامعتها.
الأدب المفرد: هذا الكتاب من مؤلفات الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، وقام بترجمته وشرحه باللغة الأوردية الدكتور عبدالله عباس الندوي (1344-1426ه/1925- 2006م)، بعنوان "ارشادات نبوي كى روشني میں نظام معاشرت".
تم هذا الإنجاز العلمي في مجلدين ضخمين يشتمل أولهما على الأحاديث النبوية التي تتعلق بالحياة الاجتماعية وتوضح حقوق الأولاد على آبائهم وأمهاتهم، وحقوق الآباء والأمهات على أولادهم، وكيفية تعامل الكبار مع الصغار، والجيران مع الجيران، والمستأجر مع أجيره، والمالك مع خدمه، وحقوق اليتامى على أقاربهم وجيرانهم. وهذا الجزء يقع في 424 صفحة، ويوضح النظام الاجتماعي في ضوء الأحاديث النبوية صلى الله على صاحبها وسلّم. وتم نشره من المجمع العلمي الإسلامي، لكنؤ بالهند، عام 2004م.
أمّا المجلد الثاني فيشتمل على الأحاديث النبوية التي تتعلق بالحياة الفردية وتوضح صفات المسلم أنه كيف يصبح وكيف يمسي وكيف ينام ويستيقظ وكيف يأكل ويشرب وكيف يسلّم ويتكلّم. وماهي آداب دخول المسجد والخروج منه، وما هي الأدعية المأثورة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم للمناسبات المختلفة، وما هو المنهج الأفضل لكل عمل يقوم به المسلم في حياته الفردية. يقع هذا الجزء في 522 صفحة، وأصدره المجمع العلمي الإسلامي، لكهنؤ، عام 2005م.
استخدم المترجم في ترجمة "الأدب المفرد" لغة سهلة مفهومة متميزة بالسلاسة، والارتجال، والسيولة. ورجّح نقل مدلول النص على الترجمة اللفظية. وقد وضّح التعابير الصعبة بملاحظات داخل القوسين. طالما يلقي الضوء على الفضائل المستنبطة من الحديث. واختار أسلوب الوصف والتصوير في ترجمة الأحاديث التي تتعلق بالقصة أو الوصف. كما قدم دراسة تحليلية لعديد من الأحاديث. وقام بترجمة ممتعة للأحاديث الواردة في "جوامع الكلم". وقد عنون كل باب بعنوان ممتع جذاب. وقد جاء بنبذة تعريفية عن بعض الأعلام والشخصيات التي ورد ذكرها في الحديث.
أما المترجم الدكتور عبد الله عباس الندوي (1344-1426ه/1925- 2006م) فهو المستشار التعليمي لجامعة ندوة العلماء بلكهنؤ ومن أساتذتها سابقاً. كما عمل وكيلا لإدارة الإذاعات الشرقية في سلك الإذاعة السعودية بمدينة جدة، وعمل أستاذا مساعدا بجامعة الملك عبد العزيز في المملكة العربية السعودية، ثم أستاذاً مشاركاً لمعهد اللغة العربية لغير الناطقين بها بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، فترقى إلى منصب الأستاذ حتى تقاعد عن الوظيفة 1985م. وفي غضون عمله بالمملكة فاز بالجنسية السعودية، واستوطن مكة المكرمة. وكان مديرا لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة للمنظمات الإسلامية وقسم الأقليات الإسلامية، ومديرا لمجلة "الرابطة" الإنجليزية، الصادرة عن رابطة العالم الإسلامي. خلف وراءه مؤلفات كثيرة حول اللغة والأدب والشعر والبحوث العلمية، والأدبية بالإضافة إلى الأعمال المترجمة.
الأركان الأربعة: ألفه الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي، ونقله إلى اللغة الأوردية الشيخ محمد الحسني بعنوان " اركان اربعه".
يقدم الكتاب دراسة مقارنة بين عبادات الإسلام والديانات الأخرى. كما تعرض لبيان مقاصد الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج في ضوء القرآن والسنة. وقصد إلى التعبير عن عبقرية الدين الإسلامي بمقارنة أركانه مع لوازم الديانات الأخرى. فيشتمل الكتاب على دقائق وأسرار وحكم قد استخرجها المؤلف من المصدرين الأساسيين الكتاب والسنة، بالإضافة إلى القلب السليم والذهن الحكيم. وفي إعداد هذا الكتاب استفاد المؤلف بصفة خاصة من "حجة الله البالغة" للإمام شاه ولي الله الدهلوي، واستخرج منه ما كتبه عن العبادات الإسلامية، وقدّم جوهر كتاباته حولها في هذا الكتاب. نشر الكتاب من دار الفتح، بيروت عام1387ه، ثم نقل إلى اللغات التركية والأوردية والإنكليزية، ونشرت عدة طبعاته فيها من مختلف المطابع.
نشرت الترجمة الأوردية لهذا الكتاب من مجلس تحقيقات ونشريات اسلام، لكنؤ، عام1401ه/1981م. كما تمت ترجمته إلى اللغتين التركية، والإنكليزية ونشرت عدة طبعات فيهما. قد أوضح المؤلف في كلمته أن مترجم الكتاب الشيخ محمد الحسني له انسجام بالغ مع كتابات المؤلف، وصلة قوية بفكرته واتجاهاته، ويترجم مقالاته العربية منذ مدة فقام بهذه الترجمة أيضاً بصورة حسنة كما كانت متوقعة منه .
ترجمات لمؤلفات حول الأدب والحضارة
ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين: ألّفه الشيخ سيد أبو الحسن علي الحسني الندوي، وترجمه إلى اللغة الأوردية مجموعة من المترجمين وهم الدكتور عبد الله عباس الندوي، والشيخ سيد محمد الرابع الحسني الندوي والشيخ محمد الحسني. تم نشر الترجمة بعنوان " انسانى دنيا پر مسلمانوں كے عروج و زوال كا اثر".
هذا الكتاب يستلفت أنظار المسلمين وغيرهم إلى إمكانية خسارة العالم بانحطاط المسلمين، وربطها به، وحرمان الدنيا بتخلّف الأمة المسلمة، كأنّ المسلمين هم العامل الأساسي المؤثر في مجاري الأمور في العالم كلّه. وتحدّث المؤلف فيه عن خسران النوع البشري بانحطاط المسلمين، وربح العالم والمدنية والشعوب والأمم برقيهم ونهضتهم، وتأثر المسلمين بأحداث العالم المعاصرة، كما ألقى الضوء على الحروب العالمية، وسقوط الدول والحكومات، ونهضة الغرب الحديثة والثورة الصناعية الكبري، والاستعمار الغربي. وكذلك استعرض المؤلف التاريخ الإنساني قبل بعثة محمد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وتعرّض لبيان تاريخ الأديان مثل اليهودية والمسيحية والهندوسية والبوذية والزردشية، وأبرز دور الإسلام في إزالة المفاسد والمساوئ من المجتمع البشري، وفي إنقاذ الإنسان من عبادة العباد، وهدايته إلى عبادة الله وحده. تم نشر الطبعة الثانية لهذا الكتاب من المجمع الإسلامي العلمي، لكهنؤ عام2001م. إنه كتاب مهم في مجال الفكر الإسلامي، دبجه يراع المؤلف بأسلوب علمي تحليلي، وأدب رفيع يؤثر في النفس، ويهز القلب، ويحمل القارئ على التفكير الجاد في وضع العالم المادي وأسباب تخلف المسلمين عن غيرهم في مجالات الحياة. ومع كل ذلك، إنه كتاب أدبي أيضا بسبب أسلوب أدبي رائع بغض النظر عن موضوعه.
أراد المؤلف نشر ترجمته باللغة الأوردية، ولكن لم يجد فرصة لترجمة ما أضاف إلى الكتاب من أبواب جديدة إلى اللغة الأوردية، ففوّض هذه الخدمة إلى رفقائه الذين قاموا بها بأحسن وجه، وأكبر حظّ فيها للشيخ عبد الله عباس البهلواري الندوي، ثم للشيخ سيد محمد الرابع الحسني الندوي وبعض المقالات بقلم الشيخ محمد الحسني. ونظراً لأهمية الكتاب تمت ترجمته إلى اللغة التركية وتم نشر طبعتين فيها، وتمت ترجمته إلى اللغة الإنكليزية بعنوان "Islam And The World" وتم نشر أربع طبعات فيها، كما أقبلت عليه مؤسسة علمية معروفة بـــ"جلسات علمى اسلام شناسى" في مدينة قم، إيران، ونقلته إلى اللغة الفارسية بعنوان "باضعفِ مسلمين دنيا در خطر سقوط" ونشرته عام1965م.
الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية في الأقطار الإسلامية: ألفه الشيخ سيد أبو الحسن علي الحسني الندوي، وترجمه إلى اللغة الأوردية مجموعة من المترجمين وهم الشيخ محمد الحسني والشيخ محمد الرابع الحسني الندوي والشيخ محمد واضح رشيد الحسني الندوي.
هذا الكتاب استعراض للفكرة الغربية بتفاصيلها في الأقطار الإسلامية وتنبيه للمسلمين من الأخطار المحدقة بهم، وبيّن المؤلف فيه ثلاثة مواقف من الحضارة الغربية: الموقف الأوّل هو الموقف السلبي وهو أن يرفض العالم الإسلامي الحضارة الغربية وماجاءت به وهو موقف المعارض الثائر أو المعتزل الحائد وأمّا الموقف الثاني فهو موقف الاستسلام والخضوع الكامل، موقف التلميذ البار الصغير الذي لم يبلغ سن التمييز وأمّا الموقف الثالث فهو الذي يجب أن يقفه العالم الإسلامي تجاه الحضارة الغربية ويقول العلامة الندوي: "إنه لايمكن تحديد موقف العالم الإسلامي تجاه الحضارة الغربية حتى نعرف طبيعة الأمة الإسلامية، ومركزها في هذا العالم، ثم نعرف موقفها من هذه الحياة التي تصوغ الحضارات، وتشكل المجتمعات والمدنيات".
يقدم الكتاب دراسة موضوعية للقضايا والمآسي التي يواجهها العالم الإسلامي المعاصر بالإضافة إلى تحليل الوقائع والأحداث تحليلاً يتسم بالصدق والصراحة. ويدل على نظرة ثاقبة وفكرة نيرة وعلم جم ما يمتاز به المؤلف بالإضافة إلى فصاحة الأسلوب وبلاغة البيان. يطلّ القارئ من خلال الكتاب على أوضاع الأقطار العربية آنذاك ولم تختلف كثيراً حتى الآن. نشرت طبعته الأولى من دار الفكر، بيروت عام1385ه/1965م.
تم نشر الطبعة الأولى لترجمة هذا الكتاب باللغة الأوردية بعنوان "مسلم ممالك ميں اسلاميت اور مغربيت كى كشمكش" عام1964م. وجدت طبعتها الخامسة وهي تقع في حدود 316 صفحة، نشرها "مجلس تحقيقات ونشريات اسلام"، لكهنؤ، عام1424ه/2003م.
إذا هبت ريح الإيمان: هذا الكتاب من المؤلفات المهمة للشيخ أبوالحسن علي الحسني الندوي، ونقله إلى اللغة الأوردية الشيخ محمد الحسني بعنوان " جب ايمان كى باد بہارى چلى".
يقدم الكتاب مقتطفات من تاريخ الدعوة والجهاد في الهند في القرن الثالث عشر الهجري، ويلقي ضوءا على ترجمة الشيخ سيد أحمد الشهيد (1201-1246ه/1786-1831ه)، وجهوده المضنية في تربية الناس، ومساعيه المكثفة في تأسيس حكومة على منهاج الخلفاء الراشدين في بعض مناطق باكستان وأفغانستان، فأجاد أستاذنا الندوي في بيان سيرته وجهوده الجبارة لإعلاء كلمة الله، وسيرة أصحابه ورفاقه وأخلاقهم في أسلوب قصصي جذّاب. فهذا الكتاب صفحة رائعة من تاريخ البطولات الإسلامية، وأزيح فيها الستار عن أروع محاولة لإعادة الحياة الإسلامية والمجتمع الإسلامي في شبه القارة الهندية في القرون الأخيرة، تمثلت فيها روائع من الصدق والإخلاص، والتضحية والإيثار، والبطولة النادرة، والهمة العالية، والخضوع لحكم الله ورسوله، يتجمل بها تاريخ الإسلام العالمي ويعتز بها الشعب المسلم في هذه البلاد. ونظراً لأهمية الكتاب تم إلحاقه بالمقررات الدراسية في دارالعلوم لندوة العلماء. وقد ألقى الشيخ محمد واضح رشيد الحسني الندوي ضوءا على أهميته إذ يقول: "وهو في نظري أنفع من "العبرات"، و"النظرات" للمنفلوطي، لأن قصص هذا الكتاب تعرض البيئة الهندية التي يعيش فيها الناشئون، وتحصل للطلاب الثروة اللغوية من واقع الحياة، ومن شعب الحياة المعاصرة". نشر الكتاب من دار عرفات، دائرة شاه علم الله، راي بريلي من المكتبة الندوية، لكهنؤ عام1393ه/1973م، ثم نشر من مؤسسة الرسالة، دارالقلم بكويت في عام1394ه/1974م.
وقد اتخذ المؤلف أسلوباً سهلاً سائغاً يليق بالصغار والكبار، وقدّم فيه تصويراً للحياة العامة، وتعبيراً عن المشاعر البشرية. والواقع أن قارئ هذا الكتاب يشعر بلذّة الجهاد والحنين إلى الشهادة والاستماتة في سبيلها بجانب لذّة الأدب والأسلوب القصصي.
وفي هذه الترجمة احترز المترجم من التصنع في التعبير والتكلف في الكتابة، واستفاد من كتاب المؤلف "سيرت سيد احمد شهيد" (في مجلدين) باللغة الأوردية، وحاول إيراد نفس الكلمات التي نطقها أصحابها المذكورون في هذا الكتاب. نشرت هذه الترجمة عام1394ه/1974م.
مذكرات سائح في الشرق العربي: ألفه الشيخ أبو الحسن على الحسني الندوي ونقله إلى اللغة الأوردية الشيخ شمس الحق الندوي بعنوان "شرق اوسط كى ڈائری".
يشتمل هذا الكتاب على مذكرات سجّلها المؤلف عندما خرج في رحلة إلى عواصم البلدان الشرقية ليدرس وضعها الديني والاجتماعي، ويتعرف بقادة الفكر فيها، ويتذاكر معهم في القضايا الإسلامية، والمشاريع التعليمية، ويعرّفهم بوطنه الهند، ويخبرهم بما قد مرّ به وطنه العزيز من تجارب الدعوة والإصلاح في عهدها الأخير بنجاح وسعادة. وذلك في مستهل سنة 1951م. وكان المؤلف قد اشتهر في الديار العربية بكتابه "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين" فرحّبته الأوساط العلمية والدينية فيها. وفي أثناء ذلك زار المؤلف كثيرا من المراكز العلمية، ورجالات الأدب والثقافة، وزعماء الإصلاح والفلسفة.
وخلال هذه الرحلة التزم المؤلف بتسجيل كلّ حديث وانطباع يومياً وفي أقرب وقت، ورعاية كلمات المتحدث وأسلوبه. كما التزم بتسجيل آراء نفسه، وملاحظاته، على أثر كل مقابلة وزيارة بدون مجاملة وتكلف. وعلى هذ المنوال كان المؤلف يلقي نظرة إجمالية على كل قطر من الأقطار قبل أن يغادره، ويذكر فيها محاسنه وجوانب الضعف فيه. فيتضمن هذا الكتاب مزيجاً من الأساليب والآداب المحلية، وأصبح مفيداً للغاية في مجال الأدب العربي. وقد نشرت طبعته الأولى جماعة الأزهر للتأليف والترجمة والنشر من مكتبة وهبه عام1373ه/1954م، وكتب مقدمته صديق المؤلف الدكتور محمد يوسف موسى. وقد فات المؤلف في هذه الرحلة أن يزور "لبنان" وقد كتبت له هذه الزيارة سنة 1956م، فدوّن مذكراتها ونشرها في مجلة "البعث الإسلامي" بعنوان "ثلاثة أيام في لبنان". وقد ألحق هذا الفصل بهذا الكتاب إتماما للرحلة وإكمالا للكتاب. وقد استفدت من نسخة هذا الكتاب الذي يقع في حدود 339 صفحة، ونشرت طبعته الثالثة من مؤسسة الرسالة، بيروت، عام1398ه/ 1978م.
مترجم الكتاب الأستاذ الشيخ شمس الحق الندوي وقد سبق ذكره. تم نشر ترجمته الأوردية في حلقات متتالية إلى مدة طويلة في مجلة "تعمير حيات" الأوردية، فتلقت قبولاً حسناً بين الأوساط العلمية والأدبية حتى طلب عدد من المثقفين أن تنشر في صورة كتاب مستقل ليعم نفعها. لقد استخدم المترجم فيها لغة سلسلة تجذب القلوب وتسترعي الانتباه، ولا يشعر القارئ بأنه يطالع كتابا مترجما من لغة أخرى. تم نشر الطبعة الثانية لهذه الترجمة الأوردية من مكتبة فردوس، مكارم نكر، لكهنؤ، عام 1404ه/1984م.
تاريخ حضارة الهند: هذا الكتاب ترجمة عربية قام بها أستاذنا البروفسور محمد نعمان خان لكتاب باللغة الأوردية ألفه البروفيسور محمد مجيب (1902-1985م) بعنوان "تاريخ تمدن هند".
في بداية الكتاب مقدمة بقلم الأستاذ المترجم وهو يعرف بهذا الكتاب ومؤلفه، ثم ينطوي الكتاب على مدخل وثمانية أبواب. يناقش المؤلف في المدخل ما هي الحضارة وقيمها، وما هي الفنون الجميلة، وما هي الحضارة الإنسانية والقومية، كما يتعرض للتعريف بحضارة الهند. ثم يلقي الباب الأول ضوءا مستفيضا على بداية الحضارة الإنسانية، ويتعرض الباب الثاني لحضارة الآريّين، ويتحدث الباب الثالث عن الحضارة البوذية، فيما يتناول الباب الرابع الحضارة في عهد ملوك موريا، والباب الخامس في بيان الحضارة الهنديّة والإيرانية واليونانية، والباب السادس يعرض الحضارة في عهد ملوك غوبتا، كما يتضمن الباب السابع تطوّر الحضارة من عهد هيون سانغ إلى عهد البيروني، ويناقش الباب الثامن تطوّر الحضارة في جنوب الهند.
صدر الكتاب عن مؤسّسة الفكر العربيّ، وذلك في إطار سلسلة كُتب "حضارة واحدة" المُترجمة عن اللغات الأجنبية، ولاسيما الصينية والهندية والفرنسية. هدف الكتاب أن يجعل قارئه مطلعاً على الحضارة الهنديّة بجوانبها المختلفة بالإضافة إلى تعزيز التبادل الثقافي.
يتحدث المؤلف عن أهمية الحضارة فيكتب: "تعد الحضاره مقياسا للاستعداد الذهني والعملي للإنسان بحيث يمكننا أن نقيس بالأشياء التي صنعها الإنسان في زمن ما، مدى رقيه وتطوره. وعلى هذا الأساس، قسم علم الاثار زمان ما قبل التاريخ إلى عهود مختلفة، أولها وأطولها العهد الحجري الذي كان الإنسان يصنع فيه أدوات الحفر والقشر والنحت والقطع ومعالجه الجلود من الحجر".
أما المصادر التي استفاد منها المؤلف في إنجاز هذا الكتاب فمنها شهادات الرحالة، ولاسيما كتاب الهند للعلامة أبي ريحان البروني، ورحلة الراهب البوذي الصيني هيون سانغ (تشيونتسانغ) إلى الهند سنة ٦٢٩م، والتي سجل فيها مشاهداته في مختلف المجالات السياسية والدينية والأدبية والفلسفية، فضلا عن "اليوغا"، وعلم الهيئة أو الفلك، والتنجيم، والرياضة، والطب، وفن العمارة، والنحت كما صرح به الأستاذ المترجم في المقدمة.
والواقع أن هذا الكتاب مصدر مهم للمهتمين بتاريخ الهند وحضارتها البائدة. فما أن صدرت ترجمته العربية عن مؤسسة الفكر العربي حتى بدأت سلسلة الاستعراضات على مواقع التواصل الاجتماعي منها: "تاريخ حضارة الهند".. جماليّات تصف حياة الشعوب" بقلم الكاتبة السورية روز سليمان عام 2017، ونجد استعراضا آخر على موقع "ليبيا المستقبل" بعنوان "كتاب يبحث في ثنايا الحضارة الهندية القديمة وخباياها"، وكذلك نجد استعراضات له شبكة الميادين الإعلامية، ومقع بيروت نيوز عربية.
مترجم الكتاب البروفسور محمد نعمان خان رئيس قسم الّلغة العربيّة بجامعة دلهي سابقاً، ومن كبار أساتذة اللغة العربية في الهند، وله جهود مكثفة في تحقيق المخطوطات للعلماء الهنود، ومؤلفات قيمة في موضوعات الأدب والتاريخ، كما له نظر ثاقب في أحوال أساتذة اللغة العربية الهنود وتراجمهم.
خاتمة
عندما بدأت بحث الكتب المترجمة من اللغة العربيه وإليها للعلماء الهنود وجدت أنهم ساهموا مساهمة فعالة في هذا المجال فاكتفيت في هذه العجالة بتناول عشرة كتب مترجمة، وهي كما يلي:
1-السيرة النبوية للعلامة الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي، ترجمه الشيخ محمد الحسني إلى الأوردية بعنوان "نبى رحمت".
2-الرسالة المحمّدية ترجمة عربية لـ"خطبات مدراس" باللغة الأوردية للعلامة سيد سليمان الندوي. قام بتعريبه الأستاذ محمد ناظم النّدوي.
3-تهذيب الأخلاق للعلامة الشريف عبد الحي الحسني، وترجمه إلى اللغة الأوردية الشيخ شمس الحق الندوي بعنوان "حديث نبوى".
4-الأدب المفرد للإمام البخاري، وقام بترجمته وشرحه باللغة الأوردية الدكتور عبدالله عباس الندوي بعنوان"ارشادات نبوي كى روشني میں نظام معاشرت".
5-الأركان الأربعة للشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي، ونقله إلى اللغة الأوردية الشيخ محمد الحسني بعنوان " اركان اربعه".
6-ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين للشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي، وترجمه إلى اللغة الأوردية مجموعة من المترجمين بعنوان "انسانى دنيا پر مسلمانوں كے عروج و زوال كا اثر".
7-الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية في الأقطار الإسلامية للشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي، وترجمه إلى اللغة الأوردية مجموعة من المترجمين بعنوان "مسلم ممالک ميں اسلاميت اور مغربيت كى كشمكش".
8-إذا هبت ريح الإيمان للشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي، نقله إلى اللغة الأوردية الشيخ محمد الحسني بعنوان " جب ايمان كى باد بہارى چلى".
9-مذكرات سائح في الشرق العربي للشيخ أبي الحسن على الحسني الندوي، نقله إلى اللغة الأوردية الأستاذ شمس الحق الندوي بعنوان "شرق اوسط كى ڈائری".
10- تاريخ حضارة الهند تعريب البروفسور محمد نعمان خان لكتاب أوردي "تاريخ تمدن هند" للبروفيسور محمد مجيب.
لقد استخدم مترجمو هذه الكتب لغة سهلة بصورة عامة، ورجحوا مدلول النص على الترجمة اللفظية، لأن الترجمة لا يمكن أن تكون تواصلا مثمرا إلا إذا كانت تعبيرا صادقا. أما النتائج التي توصلت إليها في هذه الرسالة فإنها يمكن أن تتمثل في ثلاث نقاط تالية:
أولاً: جهود العلماء الهنود في مجال الترجمة جهود ملحوظة وقيمة. يدل ذلك على حبهم العميق مع لغة الضاد وعلاقتهم الوطيدة وشغفهم بها رغم كونهم بعيداً عن مهد العروبة العرباء.
ثانياً: تشير الكتب المذكورة إلى أن العلماء الندويين أدورا رائعاً في مضمار الترجمة، ولهم نشاطات بارزة في توسيع النطاق العلمي والأدبي. وعلى رأسهم الشيخ ابو الحسن علي الحسني الذي كان أديبا بارعا ومفكرا عظيما، وله جهود جبارة في خدمة العلم والفكر والأدب، فترجمت مؤلفاته إلى كثير من اللغات المحلية والعالمية.
ثالثاً: جهود الشيخ محمد الحسني في مجال الترجمة مرموقة جداً بحيث ترجم عدة كتب من اللغة العربية وإليها.
يدعو كل ذلك إلى الاهتمام بإبراز جهود العلماء الهنود لكي لا تكون خدماتهم نسياً منسياً، وتسهل الاستفادة منها لطلاب هذه اللغة والمعنيين بها. ولا بد لنا من مواصلة تطوير نشاطات علمية وأدبية في سبيل دفع عجلة التقدم إلى الأمام، وذلك إيمانا بأن اللغة العربية هي مفتاح للسعادة في الدنيا والآخرة. والله ولي التوفيق.
المصادر والمراجع
1- ندوى، مولانا سيد أبو الحسن على: نبى رحمت، ط14، مجلس تحقيقات ونشريات اسلام، ندوة العلماء لكهنؤ، عام1434ه/2013م.
2- الندوي، أبو الحسن علي الحسني: السيرة النبوية، دارالشروق، جدة، ط8، عام1410ه/1989م.
3- الندوي، أبو الحسن علي الحسني: شخصيات وكتب، دارالقلم، دمشق، 1410ه/1990م.
4- الندوي، العلامة سيد سليمان، الرسالة المحمّدية، تعريب: الأستاذ محمد ناظم النّدوي، تحقيق: عبد الماجد غوري، دار ابن كثير، دمشق-بيرووت، عام1423ه/2002م.
5- راشد، شيخ محمد: "ندوه كا ايك درخشان ستاره، مولانا محمد ناظم ندوي" (الشيخ محمد ناظم الندوي نجم متألق لندوة العلماء)، مجلة "بانك حراء" الأردوية، لكهنؤ، يوليو2005م.
6- الحسني، العلامة عبد الحي: تهذيب الأخلاق، مقدمة الكتاب بقلم الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي، مؤسسة الصحافة والنشر، ندوة العلماء، لكهنؤ(د. ت).
7- الحسيني، الدكتور سيد قدرة الله: العلامة سيد عبدالحي الحسني مؤرخ الهند الأكبر ومن كبار مؤلفي القرن الرابع عشر الهجري، نشره دارالشروق للنشر والتوزيع والطباعة، جدّة، المملكة العربية السعودية، عام1403ه/1983م.
8- حسنى، علامه عبد الحى، حديث نبوى، ترجمه: مولانا شمس الحق ندوى، "محمد الحسني ٹرسٹ"، دائرہ شاہ علم الله، راي بريلي، عام1436ه/2015م.
9- الندوي، الدكتور قمر شعبان: عبقرية عبد الله عبّاس الندوي، مجمع البحث العلمي، نيودلهي عام2009م.
10- ندوي، مولانا أبو سحبان روح القدس: تعمير حيات، يونيو – يوليو 2006م.
11- الحق، الدكتور محمد أبرار: الدراسات العربية في ولاية بيهار خلال القرن العشرين، مؤسسة براؤن بوك ببليكيشان برايويت ليميتيد، ط1، عام2015م.
12- الندوي، أبو الحسن علي الحسني: الأركان الأربعة، دار الفتح، بيروت عام1387ه.
13- ندوي، مولانا سيد أبوالحسن علی: ارکان اربعہ، ط7، مجلس تحقيقات ونشريات اسلام" لكهنؤ، عام1415ه/1994م.
14- الندوي، أبو الحسن علي الحسني: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، ط2، المجمع الإسلامي العلمي لكنؤ، عام2001م.
15- ندوي، مولانا سيد أبو الحسن علی: انسانى دنيا پر مسلمانوں كے عروج و زوال كا اثر، ط10، مجلس تحقيقات ونشريات اسلام، لكهنؤ، عام1401ه/1981م.
16- الندوي، العلامة أبو الحسن علي الحسني: الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية في الأقطار الإسلامية، ط1، المجمع الإسلامي العلمي، لكهنؤ، عام1419ه/1998م.
17- ندوى، مولانا سيد أبو الحسن على: مسلم ممالک ميں اسلاميت اور مغربيت كى كشمكش، ط5، مجلس تحقيقات ونشريات اسلام، لكهنؤ، عام1424ه/2003م.
18- الندوي، أبو الحسن علي الحسني: إذا هبت ريح الإيمان، مؤسسة الرسالة، دارالقلم بكويت، عام1394ه/1974م.
19- الندوي، محمد واضح رشيد الحسني: المسحة الأدبية في كتابات الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي، مكتب رابطة الأدب الإسلامي العالمية لشبه القارة، لكنؤ، عام1425ه/2004م.
20- ندوى، مولانا سيد أبو الحسن على: جب ايمان كى باد بہارى چلى، ط5، مكتبه فردوس، مكارم نگر، لكهنؤ، عام1425ه/ 2004م.
21- الندوي، أبو الحسن علي الحسني: مذكرات سائح في الشرق العربي، مؤسسة الرسالة بيروت، ط3، عام1398ه/1978م.
22- ندوي، مولانا سيد أبو الحسن علی: شرق اوسط كى ڈائری، ترجمه: مولانا شمس الحق ندوي، ط2، مكتبه فردوس، مكارم نكر، لكهنؤ، عام 1404ه/1984م.
23- مجيب، البروفيسور محمد: تاريخ حضارة الهند، (باللغة الأوردية)، تعريب: البروفسور محمد نعمان خان، ط1، بيروت: مؤسّسة الفكر العربيّ، 2016م.